0

 

42% الفقر والديون من أكثر الأسباب المؤدية لزيادة العنف الأسري

33% الاستقلال عن أسرة الزوج من أهم الحلول المطروحة للحد من العنف

تقرير: هداية شمعون111 (2)

أكدت دراسة حديثة أن النساء في المحافظات الجنوبية يعانين بنسبة 61.3% من العنف اللفظي كأحد أكثر أنواع العنف انتشارا، وما يقارب من 20.6% من النساء المبحوثات يعانين من العنف الجسدي، و18.1% يعانين من العنف النفسي، كما وتركت بيت الزوجية 59% من النساء بسبب تعرضهن للعنف من قبل أزواجهن، وهذا يدل على شدة العنف الذي مورس تجاه النساء المبحوثات مما أجبرهن على ترك المنزل ملتجئات إلى بيوت أهلهن.

جاءت هذه البيانات في دراسة حديثة بعنوان" العنف تجاه المرأة في المحافظات الجنوبية" لجمعية بنيان للتدريب والتقييم والدراسات المجتمعية في نهاية 2010 وتقع في 151 صفحة من القطع المتوسط، بالإضافة لدراسة أخرى بعنوان الفقر المرتبط بالنساء في المحافظات الجنوبية" حيث صدرتا في كتاب واحد، ضمن مشروع تخفيض الفقر من خلال تعزيز قدرات المؤسسات القاعدية النسوية في المحافظات الجنوبية.

وفي معرض الإجابة حول الآلية التي رجعت بها النساء إلى بيوتهن بعد تركه بسبب التعرض للعنف أشارت 43% من المبحوثات إلى أن تدخل أحد الأقارب والوجهاء أدى إلى حل المشكلة والوصول للمصالحة، بينما أشارت 33.3% من المبحوثات بأن الزوج جاء لمصالحتها إلى بيت أهلها، أما 21% منهن فقد ذهبن بأنفسهن وتنازلن من أجل أطفالهن وعدن لمنزلهن، فيما أن 3% منهن أجبرن على العودة من قبل أهلهن. وعن ممارسة العنف أمام الأطفال أكدت 24% من المبحوثات أنه فعليا يتم ممارسة العنف تجاههن أمام أطفالهن مما ينعكس بدوره على تنشئتهم، وأشارت 15% منهن أنه يتم ممارسة العنف أمام الأطفال من وقت لآخر.

الأسباب والحلول

وعن الأسباب الكامنة من وجهة نظر النساء التي تدفع الأزواج لممارسة العنف رأت 42% منهن أن الأسباب الاقتصادية كالفقر والديون والضغوط في مكان العمل تأتي في الدرجة الأولى لزيادة العنف الموجه ضدهن، ورأت 28% منهن أن الأسباب الاجتماعية تتمثل في أفكار اجتماعية تؤيد العنف بشكل عام وتعتبره مقبولا تأتي في الدرجة الثانية من وجهة نظر النساء، فيما رأت 14% من النساء المبحوثات أن الأسباب والعوامل الشخصية مثل الأسباب النفسية والمرض النفسي والعقلي تأتي في المرتبة الثالثة، وهذا يفسر طبيعة دوائر العنف وأن أهم أسبابها تعود للبيئة المحيطة مثل الأسباب الاقتصادية والاجتماعية.

ومن أهم الحلول التي اقترحتها النساء للخروج من دائرة العنف هي محاولة تحسين المستوى الاقتصادي بنسبة 57% منهن، تلاه محاولة التأثير عليه من الناحية الدينية وذلك بنسبة 21%، ومن ثم جاءت التدخلات والحلول الأخرى بنسبة أقل منها مثل توعية الرجال بحقوق المرأة بنسبة 9.3%

أما عن الأسباب التي من الممكن أن تساهم في الحد من العنف اتفقت 33% من النساء أن الاستقلال عن أسرة الزوج يعتبر من أهم الحلول لمشكلة تعرضهن للعنف من قبل الأزواج، الأمر الذي يدلل على حدة تدخل الأسر في العلاقات الزوجية وما يتسبب التدخل بمزيد من المشاكل والخلافات، الحل الآخر الذي اعتقدت النساء أنهن بحاجة له لتخفيف درجة العنف ضرورة التأثير في شخصية الزوج، تلاه ضرورة تغيير النساء لشخصيتهن ليكن أكثر قوة وقدرة على الدفاع عن أنفسهن، تلاه بالدرجة الأخيرة تدخل خارجي سواء من أحد أفراد الأسرة النافذين، أو من جهاز الشرطة.

وضمن تداخل وتعقيد مشكلة العنف الأسري فإن إجابات المبحوثات تعطي صورة أكثر وضوحا وشمولية في مدى إمكانية اللجوء لجهات مساعدة حيث رأت 43% أنه لا يمكنهن الاستعانة بأي طرف خارجي، بينما أشارت 45% بالتجاوب مع أي تدخلات أسرية لمحاولة مساعدتهن في وقف انتهاكات العنف، ومن ترددن في الموافقة كن بنسبة 12%، وعن الأسباب التي منعت المبحوثات من طلب المساعدة أو اخبار أحد فإن ثلثي المبحوثات أي بنسبة 68% أن السبب الرئيسي هو تجنب تعقيد المشكلة، بينما السبب الثاني كان الخوف من الطلاق والنبذ الاجتماعي وجاء بنسبة 20% من آراء النساء، بينما أشارت 13% من النساء المبحوثات خوفهن من العقاب كسبب ثالث لعدم مطالبتهن بأي مساعدة.

وحول شعور النساء في حال الاعتداء عليهن فإن مشاعر النساء المعنفات تتضارب بدءا بالإحباط بنسبة 50%، والشعور بالكره تجاه أنفسهن 22% ، والاحساس بالضياع وعدم الأمان بنسبة 12%، والاحساس بالكره تجاه الزوج بنسبة 10.3% والملفت للانتباه أن المرأة المعنفة في ظل الظروف القاهرة التي تعيشها لا تفقد شعورها تجاه أطفالها حيث عبرت فقط 5% منهن أنهن يكرهن أطفالهن حين يتم الاعتداء عليهن من قبل أزواجهن.

وحول ردود فعل النساء المعنفات حين يتم الاعتداء عليهن من أزواجهن فإن ثلثي المبحوثات يغرقن بالبكاء، وأظهرت 14% من النساء أنهن يعزلن أنفسهن في غرفة وحدهن، وبينت10% منهن أن هذا الاعتداء ينعكس بسلوكها على الأطفال حيث تقوم بضربهم لأتفه الأسباب، وفضلت 8.4% منهن عدم الاختلاط بالآخرين.

هذا وتؤيد 48% من النساء محاسبة من يمتهن كرامة النساء بالتعذيب لانصاف ضحايا العنف، بينما رفضت 35% من المبحوثات محاسبة المعنفين لاعتبارات مجتمعية، وكانت نسبة المترددات 17%.

وأكدت 43% من النساء أن هنالك مساهمة جيدة من المؤسسات الحكومية والأهلية في محاربة ظاهرة العنف ضد المرأة والحد منها، وعبرت بنسبة مقاربة من النساء عن حياديتهن بنسبة 44% بينما لم توافق بنسبة أقل بكثير 13% منهن.

والجدير بالذكر أن توقعات النساء مرتفعة من المنظمات الأهلية والحكومية وهو أمر يستحق المتابعة إذ تعتقد 37% من المبحوثات أن اللجوء للمنظمات الأهلية والحكومية يمكن أن يحل مشكلة العنف، وبدرجة مقاربة 38% من المبحوثات رأين أن اللجوء للمنظمات الأهلية والحكومية لن يحدث فارقا في حل مشكلة العنف.

فقد أبدت العديد من النساء المبحوثات عن مدى ارتياحن في المجموعات المركزة للأنشطة التي تقوم بتنفيذها المؤسسات الأهلية في مناطقهن المحيطة، وأنهن بحاجة دائمة للكثير من هذه الأنشطة التي تزيد من وعيهن وثقافتهن على حد تعبيرهن، كما أشرن إلى أن هذه الأنشطة تغير من نفسياتهن وتساعد في التفريغ النفسي لما يتعرضن له في أسرهن كما أنها تساعدهن على تبادل الخبرات والمعرفة.

أهم النتائج الكيفية للدراسة:

وعن أهم النتائج الكيفية للدراسة خلصت المجموعات المركزة أن الثقافة الذكورية المسيطرة ليست فقط على الرجال بل أيضا على النساء حيث يتبنين المفاهيم الذكورية، ويساهمن من حيث لا يدرين بتكريس ثقافة العنف وتوارثها عبر الأجيال، الأمر الذي يستحق التركيز والدراسة ويتطلب البرامج المكثفة للتوعية والتثقيف، كما تتعرض النساء للعنف وأكثر الأشكال انتشارا العنف اللفظي والجسدي، كما أن هنالك غلبة للثقافة الدينية وتلقي كافة التوجيهات من المساجد والدروس الدينية بالإضافة للتردد على المؤسسات بهدف التوعية والاستفادة بأشكال مختلفة، مما يساهم في تبادل الخبرات والمعرفة بما يتعلق بقضايا المرأة والمجتمع.

و لفتت الدراسة أن النساء تلوم النساء ويحملنهن الجزء الأكبر من مسؤولية تعليم وتكريس ثقافة العنف. كما أنهن عانين من عنف الاحتلال بدرجة كبيرة ولازلن يعانين من عنف الانقسام بما يتضمنه العنف السياسي والمجتمعي.

وأشارت النتائج أيضا أن النساء تعاني من العنف بدرجات متفاوتة غير أن أغلبهن يشعرن بالغبن والظلم لأشكال متعددة من العنف، ويعانين من تراكمات عنف الاحتلال والعنف السياسي الذي يعود مرة أخرى على النساء ليكن هن الضحية الأولى، وأكدت النتائج أن التدريبات والورش والندوات التي تقوم بها المؤسسات الأهلية تساهم في الحراك الثقافي والاجتماعي وتساهم في توعية وتثقيف النساء وتبادل القصص والخبرات وتعلمهن كيفية أخذ الدروس المستفادة.

أهداف الدراسة

جدير بالذكر أن هذه الدراسة هدفت إلى التعرف على حجم ظاهرة العنف في المحافظات الجنوبية، واستكشاف الآليات الملائمة لمشكلة العنف من وجهة نظر المبحوثات وحددت ذلك من خلال:

تحديد أسباب مشكلة العنف، والآثار الناجمة عن مشكلة العنف، تحديد الآثار المترتبة على ظاهرة العنف، والتعرف على انعكاسات العنف على النساء في المناطق الجنوبية.

هذا وامتدت الدراسة ثلاثة شهور متتالية من 1 أبريل وحتى نهاية يونيو2010 حيث ركز العمل الميداني على محافظتي رفح وخانيونس جنوبي قطاع غزة. واعتمدت الدراسة على عينة عشوائية للنساء الفلسطينيات المتزوجات القاطنات في المناطق الريفية والمهمشة، من كافة الشرائح تبدأ أعمارهن من 18 عاما فما فوق، حيث شملت العينة100 امرأة من محافظة رفح و100 امرأة من محافظة خانيونس، هذا واستمر العمل الميداني مدة أسبوع واحد بدأ في 8 مايو وانتهى في 12 مايو2010

هذا وتنوعت الأدوات البحثية للدراسة حيث مزجت ما بين الأدوات الكمية والكيفية فقد تمت في البداية مراجعة الأبحاث والدراسات الأكاديمية وأوراق العمل المتعلقة بموضوع العنف بكافة أشكاله.

كما تم عقد وتنظيم 8 مجموعات مركزة، أي ما يعادل 120 مشاركة بالإضافة إلى استمارة لقياس المعلومات الكمية وتحديد تعريف العنف حسب وجهة نظر المبحوثات، أسبابه، آثاره.

إرسال تعليق Blogger

 
Top