من
اليأس إلى الأمل
قراءة نسوية في مفهوم المرأة الضحية -إعلاميا ومجتمعيا وثقافيا
بقلم:
هداية شمعون (*)
"مفروض
يسموه مشروع من اليأس إلى الأمل"
هذا
ما قالته إحدى النساء اللواتي خضن تجربة الدعم النفسي الاجتماعي لمشروع
"المرأة الفلسطينية الاحتلال والفقدان" وفي تقييمها لتجربتها أضافت:
"كنت مهمشة حالي، وكنت محتاجة حد أحكيله وأعبرله عن وجعي وألمي بدون ما يقلي
أصبري واسكتي ولا تبكي انتي قوية..!؟"
وتقول
امرأة أخرى من المشاركات: "هذا ما نحتاج إليه، لا نريد مساعدات مادية نريد
دعما نفسيا واجتماعيا وتقديرا لدورنا"
ملامسة التغيير:
الكثير
من التغييرات الفكرية والسلوكية والمعرفية اختزلتها تجربة واحدة في تغيير جدي
وحقيقي لدى النساء اللواتي عانين من تجربة الفقدان لأعزاء عليهن في العدوان
الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، حيث تمكنت التجربة من الوصول لنساء فلسطينيات
يعشن في حي الشجاعية وتعرضن لفقدان مركب بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع
غزة في 2014.
جاءت
النساء وهن يعانين الإحباط واليأس والقهر والتهميش وجئن يتفحصن القائمات على الدعم
النفسي والاجتماعي، الجلسات الثلاثة الأولى للمجموعة الواحدة كانت النساء
المشاركات قلقات وغير واثقات أنهن سيستمرن في المتابعة والبقاء في المجموعات، كن
يشعرن بعدم الاتزان، حيث لازالت جذور الحرب وآثارها تشد المرأة الفاقدة وتمارس
سطوتها عليها بفعل الفقدان وآثار الصدمة وما بعد الصدمة، بالإضافة إلى جذور المهام
المتراكمة عليها سواء دورا عائليا أو اجتماعيا أو لا دور بل هي حالة من الفوضى
وفقدان التوازن وعدم التركيز.
فكما قلن في بداية الجلسات: "يوم وبيعدي"
"من يهتم" "لم نعتد أن يهتم أحد بنا وبالتالي لم نعد
نهتم بأنفسنا".. ..مشاعر مختلطة جاءت بها النساء في الجلسات الأولى كن
يهربن من مواجهة صدمة الفقدان، كن يهربن بأرواحهن عن التفاصيل لما حدث، بل وهربت
بعضهن بجسدها من قاعة اللقاءات صارخة "ماذا تفعلون بنا؟!! "لماذا
تنكأون الجرح نريد أن ندفنه وأنتم تخرجوه لماذا؟؟لماذا؟؟ من سمح لكم بذلك؟!!..
هذه
الأسئلة الصارخة كانت بداية إعادة الثقة، الجلسات العشر الأولى كانت انكشاف حقيقي
عميق وشفاف من النساء اللواتي عانين مرارة الفقدان، أصغين لبعضهن البعض "تفاصيل
لم يعلم بها أحد من عائلتنا" أصغين واستمعن ونطقن وتحدثن بكل الآلام التي
واجهنها " مشيت على الجثت وجريت والقذائف وراي، بأجري وبأبكي كيف قدرت
أدوس على وجوهم النقية؟!!
"
"أدخلت بيدي أمعاء بنتي وضميتها لصدري ساعة ساعتين ما بعرف الدم صار
بكل جسمي وأنقذت بنتي من الموت لكن أنا من وقتها بأحاول أعرف كيف قدرت أعمل هيك."
.. النساء عبرن بكل الكلمات والدموع والشهقات، تعبن كثيرا لكنهن عشن مرحلة
الانكشاف على الأخريات، "بدينا نحس أنه كان لازم نحكي من زمان"
.. الثقة بدأت تزداد، الألفة بدأت تظهر بين النساء، الصداقات بدأت تتشكل، الزيارات
الاجتماعية لمناسبات الولادة والأعراس بدأت تقوى، يحضرن للجلسات الجماعية دون تغيب
ودون اتصال من أحد، موعدهن أسبوع جلسة ثم أسبوع راحة وهكذا بيوم وساعة ومكان معروف..
من هنا بدأت المجموعات النسائية الثلاثة تتلقى الدعم النفسي من تحفيز وتقدير
الذات، إلى تقويتهن بطرق تساعدهن على التركيز والوصول للسلام الداخلي والشعور
بالتوازن، القدرة على السيطرة على المشاعر وليس العكس.
النساء بدأت تحدد أولويات يرغبن بمعرفتها والتعمق
فيها مثل أساليب التربية السليمة للأطفال، كيفية التعامل مع المراهقين والمراهقات
من أبناء وبنات، الرعاية الذاتية وحسن الحال، ممارسة التنفس الصحيح، توعيتهن
بموضوعات العنف والتزويج المبكر والحقوق والميراث، ساعدتهن الجلسات في تحسين
مهاراتهن في التعبير عن ذواتهن، واختيار الكلمات المعبرة التي تناسب شخصيتهن،
استمرت المجموعات 24 لقاءا لكل مجموعة على مدار 9 أشهر متواصلة كانت قادرة على
مساندة النساء في إعادة تشكيل هويتهن، والتعرف على ذواتهن مرة أخرى، واكتشاف كل ما
يجبرهن المجتمع عليه من صورة نمطية تبجل الشهداء والتضحية وتجعلها دوما صامدة حتى
لو ظلت وحيدة، ساعدت الجلسات الداعمة والمجموعات في فهم النساء لأنفسهن ولما
يردنه، ولما يتوجب أن يقمن به من تصالح مع الذات في المقام الأول، ورعاية ذواتهن،
ثم الاهتمام بالأحياء من عائلاتهن، واكتشاف الحب والدفء والحميمة مرة أخرى، فأصبحت
هؤلاء النساء قويات وتمكن من إعادة إعمار قلوبهن وأجسادهن وهويتهن، كن سابقا يدرن
في حلقة مفرغة من اليأس والقهر والحزن والانكفاء على ما فقدن ومن فقدن فتقزم
الواقع في عيونهن ومن هنا كن بحاجة للدعم النفسي والمجتمعي بكل قوة.
بعض
النساء وبلغ عددهن 24 امرأة ممن تلقين جلسات الدعم النفسي والاجتماعي، تلقين بشكل
موازي تدريبا مكثفا في دور الداعمة المتوقع ليبدأن الانتقال من مرحلة الضحية
الفاقدة إلى الداعمة، تنوعت مضامين التدريب ما بين: الرعاية الذاتية وحسن الحال
والأمن المتكامل، والتحفيز الذاتي، والتقدير الذاتي، والاسترخاء وطرق التنفس
والتثبيت والتجذير لإعادة التوازن والتمكن من السيطرة على المشاعر، والوصول لحالة
من التوازن والسلام، إضافة إلى مهارات التوثيق والدعم ومهارات المقابلة وكسر
الحاجز وكسب الثقة والتأكيد على مكامن الإيجابية والقوة لكل امرأة.
استمر
التدريب 9 أيام على مدار 3 شهور لتتمكن الداعمات من ممارسة هذا الدور في عائلتها
ومحيطها المجتمعي، من ثم ستبدأ الداعمات في الوصول لفئات جديدة من النساء الفاقدات
في حي الشجاعية واللواتي عانين من العدوان الإسرائيلي الأخير 2014 وسيشاركن في
تقديم الدعم الفردي بالزيارات المنزلية لنساء فاقدات شهريا سيتم لقاء الحالة 4
مرات شهريا، وسيشاركن في تقديم الدعم الجماعي لثلاث مجموعات نسائية جديدة سيتم
تشكيلها مرة أخرى، كما سيشاركن في تقديم الدعم الجماهيري والتوجه للجمهور بتحسين
الفهم للتعامل مع الفقدان بطرق سليمة، وهنا جوهر عمل المشروع المعنون بـ:"
المرأة الفلسطينية، الاحتلال، والفقدان" والذي يهدف لمساندة النساء وتغيير
مفهوم المرأة الضحية (كمفهوم مجتمعي اعلامي ثقافي) إلى تسهيل دورها كامرأة داعمة عانت
الجرح والوجع وبات بإمكانها مواجهته ومساعدة غيرها من نساء في تقديم الدعم النفسي
والاجتماعي.
الاقتراب من مساحتهن الخاصة:
عبرت
النساء عن تفاصيل قاسية جدا مررن بها وقت العدوان الإسرائيلي وعبرن عن هذه
التفاصيل التي أخفينها حتى عن أقرب الأقرباء في عائلاتهن لقسوتها، بل حاولن جاهدات
طيلة عام بأكمله نسيانها لكنهن بتن أكثر عصبية وقسوة على ذواتهن بسبب ذلك لقد
ساعدتهن تجربة الدعم في أن يخرجن كل ما في أنفسهن ويواجهن كل القسوة التي عشنها
بالكثير من الحكمة والتعلم والأمل أن الرحمة والإنسانية في أساس لا يمكن تجاهله.
الإعلان عن أسماءهن:
في
بداية العمل مع النساء كن يتحاشين استخدام أسماءهن ويعرفن بأم فلان وأم فلان، وحتى
فيمن كن يقدمن أي معلومات لأخبار للتغطية الإعلامية كن يفضلن حجب أسماءهن، وهذا
يرجع للثقافة المجتمعية بالأساس، وعزل المرأة بأولادها أو باسم ذكر في عائلتها،
ومع مرور الجلسات والوقت وردود الفعل التي تلقينها من مؤازرين ومناصرين لهن، من
داخل وخارج فلسطين فقد شعرت بمزيد من الثقة والاعتزاز بأنفسهن، وأصبحن يطلبن أن
تكتب أسماءهن في التغطية الإعلامية.
الظهور في الاعلام:
في
بداية اللقاءات كانت النساء تحاول أن تخفي وجههن وكثيرا ما رفضن التصوير حتى وهن
غير منقبات فإما يغيرن أماكن جلوسهن كي لا يظهرن بالصور أو يعلن عن رفضهن بعد
الموافقة، والتذبذب بين القبول والرفض كانت شائعا، إلا أنه في سياق الدعم النفسي
والاجتماعي وأيضا الدعم الإعلامي الذي أشعرهن بأن التصوير أمرا عاديا بل هو لأجلهن
وليس عيبا يخفين ويعزلن أنفسهن عنه، حتى أن بعضهن أصبحن يطلبن بعض الصور للاحتفاظ
بها، وفي سياق موافقتهن على الظهور إعلاميا فقد انتقلت أكثر من نصف النساء من
الرفض للظهور إعلاميا على فضائيات أو تغطية إعلامية الكترونية أو مسموعة إلى
الموافقة بل أصبحن في مراحل متقدمة في العمل معهن يتنافسن للظهور إعلاميا لأنهن
شعرن أهمية هذا الظهور ولأنهن أصبحن واثقات من أنفسهن، وهذا بأكمله جاء نتيجة
الإصغاء لهن ولاحتياجاتهن النفسية والاجتماعية ومدخل الرعاية الذاتية وحين الحال
والأمن المتكامل كنهج قائم عليه كل العمل الفردي والجماعي والجماهيري.
تشكيل مجموعات نسائية محلية داعمة:
لقد
أفرز العمل مع النساء في منطقة الشجاعية كمنطقة بها كثافة سكانية أشكالا للتواصل
بين النساء إضافة لكافة اللقاءات الرسمية التي التحقن بها من خلال مركز شؤون
المرأة، وهذا الأمر الذي يعتبر نتيجة مهمة للجهود التي قمنا بها كفريق عمل، لأن
بداية تشكيل مجموعات نسائية محلية داعمة واستمرار حلقة الدعم بينهن نظرا لتقاطع أولوياتهن
وظروفهن واهتماماتهن هو أمر إيجابي، وحلقة مستمرة وديمومة مهمة للنساء أنفسهن
ولنساء أخريات سيتلقين دعما نفسيا واجتماعيا ومعنويا مهما ومطلوبا، وهذه المجموعات
النسائية هي القوة المستقبلية التي قد تشكلها النساء لأنه أصبحت لديهن مفاهيم
الدعم تغلب على مفاهيم الفقدان، وعوامل التحدي والبحث عن الأمل أقوى من عوامل
اليأس والاستسلام للحزن والألم.
إعادة الثقة في مفهوم الدعم النفسي:
واجهنا
في بداية العمل مع ومن أجل النساء الفاقدات صعوبات كبيرة أبرزها تشوه مفهوم الدعم
النفسي لديهن، إذ بعد العدوان الإسرائيلي المتكرر تتوجه لهن العديد من المؤسسات
المتخصصة وغير المتخصصة في الدعم النفسي وتنفذ مشاريع متعددة لكنها طارئة وعاجلة
وسطحية، وهذا تقييما لبعض التدخلات وليس تعميما لكل المؤسسات، إلا أن هذه التدخلات
غير المدروسة والمنظمة نتج عنها قلة الثقة في أهمية الدعم النفسي لأن الآثار لم
تكن ذات قيمة لهن "اجونا ونفخنا بلالين مرة، ومرة طلعونا رحلة وبس هيك
فهمنا منهن انه هذا دعم نفسي" "كنا بدنا أي حد يساندنا
لكن انه أحضر لقاء او اثنين وما احكي عن حالي ووضعي كيف بدي اكمل حياتي بعد ما راح
بيتي، صعب افهم انه هذا مفيد لوضعي"، ولخشية النساء في بداية جلسات
الدعم النفسي والاجتماعي أن يكون وجودهن معنا اثر تجربتهن السابقة فقد أكدن لنا
أنهن غير موافقات نهائيا في الانضمام لنا في الجلسات بشكل دائم ومستمر.
وهذا يخضع لما سيقدم لهن، وبعد تلقي 5 جلسات للدعم
النفسي وبداية انفتاح النساء وشعورهن واحساسهن أن الدعم النفسي يستهدفهن كل امرأة
على حدى ووفقا لتجربتها وبمراعاة ظروفها الخاصة بدأت ملامح الثقة تظهر بالتزامهن
بالجلسات، وبدأت يواظبن على الحضور دون اتصال وتأكيد من الأخصائيات، ودون رسائل
تذكير لمواعيد الجلسات، لأن الأجندة تم تحديدها بالاتفاق معهن جلستين كل شهر،
بتواريخ ثابتة طيلة 9 أشهر، وقد فاجأتنا بعض النساء بحضورها جلسات كانت في يوم
احتفالي عائلي قبل زفاف ابنها بيوم، وأخرى يوم حنة ابنتها، وثالثة كسرت ساقها
ولديها جبيرة وخرجت من المستشفى كي لا تفوتها جلسة الدعم النفسي والاجتماعي، هذا
بأكمله يعطينا مؤشرات ودلالات على ايمان النساء بما يقدم لهن، واحساسهن بانهن بدأت
يتغيرن فكريا وسلوكيا ومعرفيا أيضا " في الحرب فقدت عائلتي 8 افراد
زوجي وابنائي وزوج بنتي وبيتي، كل شيء، كنت وحدي وقفوا معانا حضنونا دعمونا نفسيا،
علمونا كيف نرجع لحياتنا وقوينا فيهم".
من الفقدان
على الدعم:
لقد
تمكنت النساء ووفق تقييم مستمر معهن شفهيا وكتابيا من الوصول إلى مرحلة التوازن
النفسي والشعور بالأمان والاستقرار والرضا وقبل ذلك التوقف عن التكيف السلبي
لفقدانهن، فقد تألمن وحزن وفطرت قلوبهن لفقدان أحباءهن لكن هذا بأكمله لم يكن يطفئ
نار قلوبهن، وبقين عابسات عصبيات حزينات، وقلبن حياة عائلاتهن إلى واقع تعيس وقاسي
لعدم تقبلهن للفقدان، فظاهريا هن تقبلن ذلك، إلا انهن بعد أيام العزاء بتن وحيدات،
وإن كن بين أفراد عائلاتهن فهن ورغم وجود الجميع شعرن بوحدة قاتلة "لم
اشعر بأني أغرق بالحزن كنت أغلق الباب في النهار على نفسي لعدة ساعات وانخرط في
بكاء مرير ولم يجرؤ أحد من أفراد عائلتي على معرفة ما يمكن عمله لأني كنت ارفض أي
تدخل من أحد" وتقول أخرى " حرمت أبنائي مني وأصبحت عصبية ولا
أتحمل أي شيء ولو كان صراخ صغير وتغيرت طباعي للأسوأ وكنت في حالة مريعة"
وعبرت الكثير من النساء عن حالتهن بعد تلقي الدعم المتواصل " هذا التدخل
قلب حياتي رأسا على عقب فمن قمة الحزن والاكتئاب والإحباط إلى جنة التفاؤل والرضا
والشعور بالحياة" وتقول أخرى " شعرت حين وجدت كل النساء حولي فاقدات
أني لست وحيدة وهناك من فقدت كل عائلتها هذا أشعرني أن الحمد لله واجب وجعلني أهتم
بالأحياء من أبنائي" وتضيف أخرى " حياتي عادت لي كنت ميتة بعد
فقدان ابني وبيتي، ولكني الآن أتذكر كل مواقفه الجميلة معي"
كل
ما تم من جلسات للدعم النفسي والاجتماعي كان تمهيدا لمساندة النساء والاحساس بهن
وبتجربتهن الخاصة كل على حدى لأن التدخل لكل امرأة يختلف بشكل مهني وفقا لوضعها
والفروق الفردية وعناصر الدعم من حولها من عائلة ومجتمع محلي، ومن ثم تلقيهن
تدريبا مهنيا متخصصا يلائم ثقافتهن وبيئتهن ويتوافق مع البيئة المحلية هو أمر مهم
جدا، لأنه سيكون مفيدا في قدرة هؤلاء النساء للوصول إلى نساء فاقدات جدد في المحيط
المجتمعي، ويسهل الوصول إلى اقناع العائلات التي قد تكون معيقا لوصول النساء لتلقي
دعما نفسيا مستمرا ولمدة طويلة، إن انتقال النساء من مفهوم الضحية الذي يكرسه
المجتمع ثقافيا واجتماعيا واعلاميا هو مهمة شاقة وليست هينة لكنها ليست مستحيلة
ويبدأ التغيير من ايمان النساء أنفسهن بجدوى وأهمية التغيير لأنهن الآن بتن نساءا
داعمات ويرفضن دور الضحية أن يتلبسهن بقية أعمارهن، ومن ثم علينا جميعا مساندة
هؤلاء النساء ليصبحن داعمات قويات رياديات قادرات على تبادل الخبرات وكل ما تعلمنه
في تجربة الدعم النفسي والاجتماعي لنساء أخريات يعانين نفس الوجع، فمن المهم أن
ترافق الداعمات الأخصائيات الاجتماعيات لمساندة مجموعات أخرى، وهذا هو التفسير
الدقيق لنهج المشروع " نهج من امرأة إلى امرأة"
هذه
التجربة النسوية الفريدة هي جزء من النضال الإنساني النسوي الذي نخوضه للتركيز على
إعادة ترميم النفس البشرية والمرأة بالمقام الأول لأنه ستكون أساسا لإعادة ترميم
وإعمار الانسان الطفل في بيتها والانسان الرجل والأبناء والبنات، وهو الامر الذي
لا يقل أهمية عن الدعم الاقتصادي أو الدعم الاجتماعي.
لقد
كانت تجربة هذا المشروع بالشراكة بين مركز شؤون المرأة في غزة ومركز الدراسات
النسوية في القدس وتستمر لمدة ثلاث سنوات متكاملة سيتم استكمالها بالدعم الجماهيري
وهو الدعم الذي سيهتم بالمساهمة بتغيير النظرة المجتمعية لتجربة الفقدان وضرورة
التركيز على تعزيز الممارسات الإيجابية في التعامل مع يعانين من الفقدان وما يتوجب
أن يتم مراعاته في مرحة الصدمة وما بعد الصدمة، والتخلص من نمطية الاعلام في
استنزاف النساء بكونهن ضحايا وفاقدات دون أن يكون له دور في دعمهن مهن رياديات
وداعمات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) إعلامية وكاتبة منسقة مشروع المرأة
الفلسطينية، الاحتلال والفقدان