غزة بحاجة لمزيد من القابلات قبل أي وقت مضى
بقلم: هداية شمعون
" لقد ساعدت أمي في ولادتها حين كان عمري 12 عاما فقط وذلك في عام 1972، ومن ثم هرعت لإحضار الداية لإكمال إجراءات الولادة وكان هذا سبب اختياري لمهنة الحكيمة ودراستها، وكانت أيضا سببا رئيسيا في حصولي على جائزة لصحة وكرامة المرأة في كل مكان- لجمعية أمريكيون من أجل صندوق الأمم المتحدة للسكان لعام 2010."
"لقد قدمت الخدمات الصحية للسيدات الحوامل طيلة 28عاما لما يقارب من 1200 حالة شهريا، وتمكنت من مساعدة 53 امرأة فلسطينية على الولادة خلال فترة الحرب على غزة، وساعدت ما يقارب مئة حالة خلال فترات الاجتياح خارج المستشفى، وغير ذلك من حالات لا تحصى."
هذا ما قالته الحكيمة فيزة شريم الحاصلة على دبلوم تمريض في عام 82 وتم تعيينها بنفس العام في قسم الولادة بمستشفى الشفاء، وحصلت على دبلوم القبالة من مستشفى صرفند داخل الخط الأخضر عام 1986. والآن تعمل كمدير تمريض في مستشفى النساء والولادة .
تقول شريم: "بدأت حياتي في قسم الولادة حيث وضعت طفلتي الأولى، وأنا أدرس إلا أنني أكملت الدراسة وحصلت على شهادة البكالوريوس، وكان عندي 12 طفلا ورغم كل الصعوبات التي كنت أواجهها في إطار عملي إلا أني نجحت بتوفيق الله."
وأثناء الحرب على غزة تقول شريم:" تركت عائلتي وأولادي وذهبت بنفسي لفتح الرعاية الأولية في بيت حانون لأن الطرق كلها كانت مغلقة بسبب الحرب، وتمكنت من مساعدة 53 امرأة في ولادة سليمة لهن، والحفاظ على حياة أجنتهن، ومن هؤلاء النساء اللواتي لازلن في ذاكرتي إحدى النساء التي حضر زوجها لبيتي في الرابعة صباحا بينما الطائرات الإسرائيلية تقصف فوقنا، وقال بهلع إن زوجته وضعت الطفل وهي واقفة وبسرعة انتقلت معه دون تفكير إلا بالوصول لها بأقصى سرعة، فوجدتها تجلس على كرسي وبحضنها طفلها ولا أحد عندها، فهدأت من روعها ونقلتها إلى إحدى غرف المنزل وأكملت الولادة بشكل آمن وقمت باللازم لها وللطفل."
السيدة شريم هي إنسانة بمعنى الكلمة ومناضلة بأقل ما يوصف من كلمات وهي نموذج للمرأة الفلسطينية المبدعة التي وصلت للعالمية وللاحتفاء والتكريم والتقدير في بلدها، ولازالت بحاجة إلى مزيد من الفخر لكل ما قامت به وما لازالت تقوم به، إنها سيدة رائدة في مجالها وهي أيضا في اليوم العالمي للقابلة توجه رسالتها للقابلات الجدد أن لا يدخرن جهدا في مهنتهن الإنسانية أولا والوطنية ثانيا، وتوجه رسالتها ومجموعة كبيرة من القابلات زميلاتها إلى الجميع دون استثناء فالقابلات رغم أن عددهن لا يتجاوز 390 قابلة في قطاع غزة فقط منذ عام 1986 منهن من حصلت على دبلوم أو بكالوريوس للسماح لهن برخصة لمزاولة المهنة بالإضافة لاجتيازهن لعدد حالات ولادات معينة بجانب الدراسة والتدريبات، إلا أنها تطمح لزيادة أعدادهن نظرا لأهمية دورهن في المجتمع الفلسطيني ولخصوصية هذه المهنة التي تحتاج لمزيد من الاهتمام والتقدير خاصة من الوسط الطبي.
إن رسالة الحكيمة فيزة وزميلات المهنة تنطلق في يومهن العالمي لذلك وجب أن نصغي لهن، ويصغي لهن صناع القرار، وأن تهتم وزارة الصحة بالتأكيد على دورهن إلى جانب الطبيب والممرضة فقد مثلن دورا إنسانيا ووطنيا لا يسقط بالتقادم، ويجب دعمهن معنويا ولوجستيا أيضا، خاصة وأن قطاع غزة دوما معرضا للاعتداءات الإسرائيلية وتقطيع الطرق وبالتالي فالنساء الحوامل بحاجة ماسة للخدمات الصحية والوصول لهن في أي مكان حفاظا على حياتهن وحياة أجنتهن، كما أن دور القابلة القانونية يتضمن رعاية الأمهات الحوامل من بداية حملهن وأثناء الحمل والولادة فيقمن برعاية الطفل حديث الولادة والرضيع، وتتضمن هذه الرعاية إجراءات الحماية واكتشاف الحالات غير الطبيعية في الأم والطفل والقيام بالإجراءات اللازمة في حالات الطوارئ وغياب المساعدة الطبية، ولهن دور مهم في المشورة والإرشاد الصحي ليس للمرأة فقط بل للأسرة والمجتمع، ويجب أن يتضمن عملها الارشاد الصحي خلال فترة الحمل وتحضير الأم للولادة، ويمتد إلى تنظيم الأسرة ورعاية الطفل، ويمكنها أن تمارس عملها في مستشفيات أو عيادات أو مراكز صحية أو تمارس عملا خاصا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
International day of the midwife 5/5
إرسال تعليق Blogger Facebook