0

على شرف آذار انقسامات تبدأ..بقلم: هداية شمعون

 

8  مارس 2012

بقلم: هداية شمعون
.. لم يكن هذا أسعد يوم في حياة أي إمرأة فلسطينية بل ربما كان من أسوأ الأيام التي عاشتها المرأة رغم أنه يومها الاحتفالي عالميا وليس محليا فقط.. لقد جسدت على الدوام المرأة الفلسطينية حاضنة للصمود والحفاظ على النسيج الاجتماعي بقدر المستطاع لكن أحيانا تصبح هذه شعارات جوفاء لا تخلو من أبجديات المبالغة، فاليوم جسدت المرأة انقساما جديدا يضاف لسلسة الانقسامات/ الانهيارات في الجسد الفلسطيني.. فمن مصالحة عقيمة فقدت مصداقيتها وثقتها إلى انقسام الجسم الصحفي رسميا وميدانيا إلى ما رأيناه اليوم.
فقد دعت كافة الأطر النسوية لمسيرة تليق بقضايا الأسيرات والأسرى الفلسطينيين، ومسيرة في يومها العالمي لتقول رسالتها للعالم من حولها.. نعم لحرية المرأة الفلسطينية وبئسا لكافة القرارات الدولية والمواثيق المناصرة لحرية وكرامة المرأة- وبئسا للقرار 1325 الذي يدعم صيانة حق المرأة بالأمن والسلام بينما الأسيرة الفلسطينية هناء شلبي تواجه الموت وحيدة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.. بئسا للعالم المتغني بحقوق الإنسان والذي يصدر قرارات هي لا تمثل إلا حبرا على ورق ولم تصن أو تحمي حياة نساء فلسطين..
خرجت النساء اليوم في غزة ليقلن لا للانقسام ونعم للوحدة الوطنية ونعم لشعب واحد وعلم واحد.. كما هي الشعارات المتنوعة التي حملنها- حملناها- على أكتافنا إلا أن المشهد المؤلم في ساحة الجندي المجهول كانت رسالة عكسية تبرز مدى تشتت القوى النسوية- إن جاز لي التعبير- وترجمت انقساما جديدا للمرأة الفلسطينية في عيدها.. فهنا مجموعة تهتف وتحدق في الكاميرات والكاميرات تحدق بها.. خالية المعنى والمضمون إلا من أجساد تهتف دونما روح.. ومجموعة ثانية تهتف ذات الشعارات ولكن بوجوه مختلفة ألا تستحق القضايا المطروحة في المشهد الفلسطيني أن نوحد شعارا واحدا ونوحد صوتا واحدا وأن نكون مجموعة واحدة..!! غير مهم من يقف في الأمام ومن يقف في الخلف ولا أشكالنا ولا وجوهنا.. ولا ما نرتديه من ملابس.. بل ما يهم هو صوتنا ورسالتنا.. كنا نقول لا للانقسام ونحن منقسمات، ونقول لا للسجون الإسرائيلية والحرية للأسيرات والأسرى ونحن أسيرات أنفسنا ولا نرى إلا وجوهنا في انعكاس المرآة فلا تسمح لنا برؤية الآخرين، كنا نهتف ضد الانقسام الذي تغلغل في قلوبنا وعقولنا ولم نعي أننا جسدنا بتشتتنا مزيدا من الانقسامات وكشفت عوراتنا جميعا ونحن نقول للمنقسمون لا تنقسموا لأننا بتنا منقسمات..؟!!

4738801287448329
نساء أخريات تبدو عليهن البساطة افترشن الأرض وجلسن لم تعد أجسادهن تحتمل الوقوف ونظرن بألم لا يعرفن ماذا يحدث.. ماذا يجري.. ماذا تمثل هذه الصورة يبحثن عن عيون أطفالهن عن وجوههن عن خوفهن وقهرهن وبؤسهن لكن لا تبدو الإجابة ممكنة في هذا المشهد.!!
إن وجعي ليس من باب التجريح وجلد الذات فإفرازات المرحلة هي ما رأيناه اليوم، لكني كنت أعول الكثير على ما يمكن أن تصنعه النساء..
لا أعرف بأي مصوغ سنظل نعيد تكرار مآسينا، إن لم نكن نستطع التغيير فلماذا نرفع شعاره؟! لقد نالت منا سنوات الانقسام والسبب ليس الاحتلال الإسرائيلي بقدر ما هو مصالح مشتركة وشخصنة قضية المصالحة، لقد تعبنا وفقدنا الثقة، لكنا أبدا لن نستسلم ويكفينا أن إمرأة ربما كانت في الحشد جاءت تاركة أطفالها وبيتها وربما قطعت مسافة طويلة بين المحافظات لتقف بين الحشد دون أن تنطق بكلمة لتعبر عن وجودها وكيانها وترى أملا لأطفالها أن يكبروا ولديهم حلم الوحدة الوطنية- وليس حلم تحرير فلسطين لأنه بعيد بعيد جدا وربما لا نستحقه بتمزقنا وتشرذمنا, نعم بإمكاننا أن نصنع فارقا إذا ما ترفعنا عن الألقاب والمناصب والمحاصصة والحوارات في الغرف السرية المغلقة فمن حق الشعب أن يعرف ويدلي بصوته فكفانا.. كفانا انقسامات.

إرسال تعليق Blogger

 
Top