بقلم: هداية شمعون
.. تكلم حتى أراك هذا ما قاله أنيس منصور في كتابه الذي يحمل ذات العنوان.. لكنا هنا في فلسطين وغزة والضفة نقول اصرخ حتى أراك، اقتل نفسك حتى نراك، احرق أفكارك وإنسانيتك حتى نراك.. تمهل قليلا ولا تستخدم الكاز في حرق نفسك فهو حرام، ولكن لا تنسى أيضا أن الانتحار حرام.. إذن ضع يدك على خدك وأصرخ لكن بكاتم للصوت حتى لا تزعج السادة في حكومتي الضفة الغربية وقطاع غزة، لا تحاول أن تدلي بدلوك وتحفز الشباب أو العجائز وتشكل مجموعة ويحلو لك الأمر بتنظيم مسيرة أو تحاول التعبير عن غضبك فأنت هنا ستدخل في المحظور وتذهب في سين وجيم إذا شاب قد تعتقل وإذا فتاة فهي – مش متربية- إذن ابلع لسانك وغضبك وامشي في الشارع وتخيل فقط أنك ستعبر عن هذا الغضب، ولا تنسى أن التعبير عن الغضب هو منة وفضيلة تتجمل فيها الحكومتين الأغرتين عليك..لا تغضب ولا تتكلم ولا تتخيل فنحن نراك جيدا، ونعلم علم اليقين أنك غاضب منا ومللت وزهقت من الشعارات التي ندلي بها صباح مساء عبر وسائل الإعلام، وحفظت وجوهنا لكنا لن نرحل ولن نغير ما في عقولنا، لأنا نفكر في أنفسنا وفي كراسينا ولا نفكر فيك أو في هذا الشعب المطحون ولا نفكر في فلسطين لأن الاحتلال نال منها ولا يمكننا تغيير هذا الأمر، نريد أن نستريح كثيرا فقد مللنا المقاومة وأصبحت لنا حكومة ووزارات ووظائف وعائلات وبدأنا نشعر بأن الحياة جميلة، بعد أن كنا في سجون الاحتلال أو في سجون الإخوة لم يعد هناك فرق، لكنا لا نرغب أن نرجع مرة أخرى مظلومين وضعفاء ومقهورين..
نحن نمارس حقنا الطبيعي في الحياة وهذا المنصب لا يمكن أن نتركه فاصرخوا ما شئتم، وابكوا ما شئتم، وافعلوا ما شئتم ولا تحاولوا أن تتطاولوا على كراسي السلطان .. ولا ترددوا مقولات أحد غيركم لا مجال للتغيير.. ولكنا نحاول إلهائكم بلجان وتشكيلات ومؤتمرات تعبت الناس فيها وحفظت الكلمات عن ظهر قلب، فلا تنتظروا أن نقوم نحن بالتغيير ربما إرادة الشعب حين يصحو تيقظنا من النعيم، ولكن لن نفعل ذلك بأيدينا ويأتي غيرنا ويحصدها جاهزة على طبق من ذهب.. نحن السلاطين الآن فلا تطرقوا طناجركم لأنا وضعنا ما يحمي آذاننا من ضجيج طرقاتكم الآن.. ولكن إن زاد غضبكم وبدأتم بالكلام والكلام والفعل والفعل سنخشاكم حينها وسنقمعكم وربما إن زاد عددكم نخاف أكثر ..فلا يمكننا اعتقالكم جميعا.. حينها فقط قد نستطيع أن نسمعكم ..
فاصرخ حتى نراك
إرسال تعليق Blogger Facebook