كان الصغير ينتظر عمه ليصطحبه إلى الأضحية في اليوم الأول من العيد، وكان قد انتظره أيضا خلال الأسبوع الذي سبق العيد كل يوم، فجميع أصدقاؤه وجيرانه قد أخبروه بأنهم رأوا الأبقار والعجول والأضاحي كل في مكان وزمان متقارب، وظل يتشوق ليرى أضحيه عمه مع أبناء عمه في اليوم الأول لكن اليوم الأول قد انتصف نهاره ثم جاء ليله وأحدا لم يطرق بابه فقد غفى من قهره ونام نوما عميقا، وحين استيقظ سأل أمه:
ألم يأتي عمي ليصطحبني لأرى الأضحية كما كان أبي يفعل رحمه الله حين يضحى؟
فلملمت أمه دموعها بكفيها وقالت محاولة ابهاجه: لقد جاء ابن عمك بعد العصر وأحضر لنا نصف كيلو من لحم أضحيتهم، لقد رفعت لك نصيبك وسأعد لك الطعام الآن.
صمت الصغير وأدرك أن عمه وأبناء عمه قد نسيوه تماما أو أنهم لم يتذكروا للحظة أنه يحلم منذ أيام بأن يكون معهم لأنه يفتقد والدا رحل عن دنياه..
كان عيد الصغير بائسا وهيهات حاول الجيران حين علموا بألمه أن يواسوه فكل تمنى لو عرف أمنيته لكان أخذه معه يوم العيد كبقية الصغار..!! فبأي حال جئت يا عيد على هذا الصغير الذي يعصف به الألم حتى اللحظة، ولن ينسى أبدا هذا اليوم من ذاكرته فقد حفرته الذاكرة حيث يبقى دوما جرحا مفتوحا.
إرسال تعليق Blogger Facebook