0

08

 

كهذا الصباح من صباحات الجمعة التي ننتظرها نحن معشر العاملات لنكون في بيوتنا

ببساطة استيقظت في السابعة صباحا لأن ساهر يطرق بابي طرقا عنيفا فهو ينتظر يوم الجمعة كي يتمكن من فتح جهاز الكمبيوتر وليلعب جاتا كما يقول لي دائما، صغيري كان غاضبا وأخذ يلوح بيديه- هو لم يتجاوز السادسة من عمره- مش إحنا دفعنا الكهربا ليش هم قطعوها علينا

قلت له انت رحت دفعت الكهربا؟

فقال: لا بابا راح عليهم مرتين ودفع الهم ليش بيظلوا يطفوها علينا كل يوم!!

صمتت ولم أجبه

فأعاد الكرة من جديد..

وصمتت من جديد

بعدها بساعة وبينما أعددت لهما طعام الإفطار قال لي سامر: اليوم دورنا يا ماما؟

فقلت له: شو قصدك ماما؟

فقال: الكهربا يعني اليوم دورنا صح إحنا اليوم إجازة؟ هي بتقطع في دورنا

وتوالت الاسئلة: ليش ما ضوت هذا الضو لسة بدها شحن يا ماما..

هذه كلمات طفلين لم يتجاوزا السادسة من عمرهما، يفكران بأن يوم إجازتهما الوحيد يرغبان بلعب جتا، أما أنا فكنت أفكر بأكوام الغسيل التي تتربع في حنجرتي وأتساءل هل يمكن أن أفكر بغسيلها يدويا لا اعتقد أن هذا ممكن!! ويخطر ببالي حينها والدي الذي لا يترك غرفته وسريره وحالة الضيق التي تنتابه حيث أن عالمه في غرفته الصغيرة لا يتجاوز تلفاز وراديو وزيارات الأبناء والأهل، ورغم تحايله على الكهرباء حيث جلبنا أيام الحرب راديو ببطاريات إلا أن العمر الافتراضي لكافة وسائل تحايلنا على الكهربا لا تستمر طويلا فكل شهر أنت بحاجة أن تضع في قائمة مصروفاتك شاحن كهرباء ولمبات للشحن، وبطاريات راديو ولا تنتهي فالموتور الذي يعتبر المخرج الذي لجأ له كل أهالي غزة هو ايضا يذوب قلوبهم فيوم يعمل و10 مرات في زيارات لطبيب العائلة مصلح المواتير، والحمد لله أن قريب زوجي فنان في تصليح المواتير لكنه يسكن خانيونس لكن اعتبر أننا محظوظين فكلما توعك السيد موتور أو رفض الانصياع لرغباتنا بإنارة بدلا من الظلام المدقع الذي يحتوينا ويوقف عجلة الحياة عندنا، اتجه إليه طالبا النجدة فيقضيان معا من 6 إلى 10 ساعات لأن لديه العشرات من المواتير المتوعكة دوما من كثرة عملها غير الاعتيادي..

أكتب الآن على بطارية جهازي وكل دقيقة انظر للبطارية.. وضحكة تغزو عقلي وقلبي أخشى أن يركبوا لنا بطاريات في المستقبل القريب لأنا بالتأكيد سنكون بحاجة لها..

والأستاذة كهرباء تأتي لزيارتنا يوم المفروض أن يكون كاملا إلا أنها تقطع خلاله من 8- 10 مرات ما بين ربع ونصف ساعة وتعود، وتصوروا كيف يمكن أن تتأقلم وتشعر بأن كل شىء آمن بينما أجهزة بيتك تضىء وتفصل كل نصف ساعة.!! المهم أن هذا يعتبر هو يوم حظنا أما اليوم الثاني والثالث فتقطع بشكل متواصل من 6- 8 ساعات فإما أن يكون هذا مساءا أو أن يكون نهارا وفي كل الأحوال لا نستفيد مطلقا منها لأنا نكون في أعمالنا خارج البيت لوقت طويل وحين نعود يكون المساء قد أرخى سدوله ..

أعود لسامر وساهر الذين يحاولان اللعب في بلكونة المنزل أو الصالون وينسيان الأمر لنصف ساعة ثم يسخر أحدهما من الآخر قائلا: أجت الكهربا فيهرع أخوه للكمبيوتر لتعلو ضحكة الآخر.. ضحكت عليك ما أجت.. ما أجت..

صباحكم سعيد

إرسال تعليق Blogger

 
Top