0

السفير محمد صبيح ومندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية:

مجلس أعلى للإعلام في فلسطين أجدر بتنظيم العمل الإعلامي

808

حوار: هداية شمعون

... في مكتبه الهادىء في الدقي بالقاهرة حيث تقع سفارة فلسطين حاورنا السفير محمد صبيح ومندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية حول العديد من القضايا المتعلقة بالإعلام الفلسطيني وتداعيات المرحلة الراهنة، ومسؤولية الإعلاميات والإعلاميين في مرحلة البناء إن جاز لنا التعبير. فكونوا معنا في هذا الحوار.

يبدأ السيد صبيح حديثه حول تاريخ الإعلام الفلسطيني قائلا: " أي إعلام له تاريخ والإعلام الفلسطيني له تاريخه المميز، ويمكنني القول لو قسنا هذا التاريخ بالتعداد الفلسطيني وبالإمكانيات الفلسطينية سنجد انه كان إعلاما متفوقا، وكان به نواحي إعلامية بارعة إذ كانت الإذاعة الفلسطينية من أوائل الإذاعات العربية، كما كانت هنالك صحافة مستنيرة، وإذا عدنا بلمحة سريعة لتاريخ الإعلام نجد أنه تعرض لنكسة خطيرة في الـ48 حيث أغلقت الصحف وتعطل الإعلام الفلسطيني الذي كان متواجدا ذلك الوقت وأصبح محدود التأثير إلى قيام الثورة الفلسطينية في الـ65 "

ويضيف صبيح قائلا:" أستطيع أن أقول كان هنالك منافذ أو طاقات فلسطينية من خلال بعض الإذاعات العربية، إذ كان صوت العرب برنامج عن فلسطين كما وجدت صحف فلسطينية في القدس. هذا العمل الإعلامي بقى محدودا إلى قيام الثورة الفلسطينية التي أعطته اهتماما كبيرا ولابد من تقييمه تقييما صادقا وجادا فقد عملت الثورة على إنشاء محطة فلسطينية باسم ( صوت العاصفة ) التي انتقلت لتبث من أكثر من عاصمة عربية إذ كانت تبث من الجزائر وسوريا ولبنان والأردن والعراق، واستطاعت الثورة أن تجد منابر في دول عربية متعددة، ثم بدأت أقسام الإعلام في منظمة التحرير الفلسطينية تمثل منبرا إعلاميا من خلال إصدار مجلات ونشرات ثم جريدة ونشرة لكل تنظيم وهذا نوع من الاعتناء بالإعلام، أذكر صدور بعض هذه النشرات باللغة الإنجليزية أيضا.

وبدأ صوت العاصفة برنامجا باللغة الإنجليزية والعبرية والذي استمر بدوره هذا حتى أحداث أيلول، ثم أصاب الإعلام فترة من الجمود، ثم انطلاقة ثانية حدثت حين انطلقت قيادة المنظمة إلى بيروت"

ويقول صبيح: " باعتقادي أن ما كان متواجدا من وسائل الإعلام قد أدى واجبه في وقته في خدمة القضية الفلسطينية والتوعية الداخلية، إذ كان هذا خاص بمنظمة التحرير الفلسطينية، لكن حتى هذه اللحظة نحن لم نعطي الإعلام الجهد الكافي واستعمال الجهد العلمي فيه، فهنالك جهد كبير يهدر دون جدوى، وتحدث فيه ثغرات عميقة في كيفية المعالجة لعدم اعتماده المنهج العملي أو أسلوب الاستقصاء على سبيل المثال "

مجلس أعلى للإعلام

وعلى سبيل المثال لو أصدرنا جريدة أو مجلة فلمن نصدرها ولماذا؟ لا أحد من القائمين على وسائل الإعلام يطرح هذا السؤال على نفسه قبل أن يقوم بإنشاء وسيلته أعني لا يتم التخطيط له مسبقا، كما لا يستعن القائمين على الإعلام بالدراسات العلمية أو المتخصصين بالإعلام على مستوى دولي، فعلى سبيل المثال تأتي إسرائيل بخبراء من نفس التخصص والرأي من الداخل والخارج للدراسة والمسح والدراية بنفسية المجتمع ودرجة ثقافته واستعداده وتدينه.

لذلك نحن الآن في اتجاه لإلغاء وزارة الإعلام والاستعاضة بمجلس أعلى للإعلام وهذا يتطلب أن يكون مجلس واسع يضم المثقفين والمتخصصين والأكاديميين وكافة المهتمين والكفاءات التي يمكن أن تساهم في تخطيط سليم ومنظم.

وهذا بدوره يخضع لأهداف قصيرة أو طويلة المدى ويعتمد ذلك على الجهات والشرائح التي سيتوجه لها الإعلام سواء داخل فلسطين أو خارجها للإعلام العربي أو العالمي، فستكون هنالك مخاطبة الداخل بفروعه المختلفة فهنالك فئة الشباب و المرأة والأسرى، والأطفال، إذ لابد من دراسة كل الشرائح السابقة وتحديد احتياجاتها لنتمكن من وضع آلية وتخطيط مناسب لمخاطبتها، هذا المجلس لابد أن يكون به امرأة ورجل دين، وشباب، ومفكرين، ومتخصصين في الإعلام، بكافة أنواعه، فنحن نعيش في ثورة إعلام وثورة اتصالات لذا لابد من وضع خطة إعلامية واضحة لنتمكن من تقديم المفيد لقضيتنا ومجتمعنا الفلسطيني"

ويضيف السيد صبيح:" فمعركتنا المفترض أن تكون في الأمم المتحدة ولابد للجهد الإعلامي أن يحضر بشكل علمي ومتزن للعالم الغربي لأن صورة الفلسطينيين والقضية الفلسطينية هي صورة مغلوطة تأتيهم عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية وبالتالي لا تصل أصواتنا بشكلها الحقيقي، فهنالك مصادرة للعقل تماما في الغرب لصالح إسرائيل ونحن لسنا قادرين عن الدفاع عن أنفسنا

فالمعركة هي معركة رأي عام فإذا كنا لا نستطيع رد العدوان الإسرائيلي علينا فلماذا لا نحاول أن نكسب المعركة الإعلامية أو على الأقل نكون متواجدين بقوة وبالصورة الحقيقية ؟

ويؤكد صبيح قائلا: " إن نجاح إسرائيل هو نجاحا إعلاميا بنسبة 80% والمتبقي هو قوة عسكرية لكن إسرائيل امتلكت الإعلام الغربي وتمكنت منه وهذا هو سر نجاحها وفشلنا"

فإذا كان لدينا دعما ماليا فالأجدر أن ندخره للإعلام وعلينا أن ننفق بسخاء لأن المعركة ليست معركة ترسانة عسكرية فلا يوجد توازن قوى بكل الأحوال بيننا وبين إسرائيل فلماذا لا نحاول أن نفعل الشيء الأصح في المعركة الإعلامية.!!

وحول العمل الإعلامي في فلسطين والعاملين في الحقل الإعلامي يقول صبيح: " أتمنى في ظل وجود وكالة أنباء فلسطينية، وإذاعات وصحف ومجلات متعددة و رغم الظروف القاسية التي يعيشها الشعب الفلسطيني وبما فيهم الإعلاميون والإعلاميات أن يتمكنوا من تأدية واجبهم، إذ لابد من إعطاء الفرصة كاملة وخاصة الإعلامية التي لم تنل فرصتها كفاية لأن المجال لم يكن مفتوحا أمامها بالكامل فهنالك إعلاميات بعمر الزهور برزن في الفضائيات العربية وأثبتن كفاءتهن حين أتيحت لهن الفرصة.

وأسجل أن هنالك تقصير من كل الأطراف بحق الإعلاميات لأن صدور مجلة هنا أو هناك غير كافي للمرأة والقضايا التي من المفترض أن يتم تغطيها فمن يستطيع أن يعبر عن المرأة هي المرأة نفسها، علما أن المرأة الفلسطينية في السياسة والنضال أخذت دورها بجانب الرجل.

مسؤولية من؟

وعلى من تقع مسؤولية الإعلام وتأهيل الإعلاميات والإعلاميون يقول صبيح:" مسؤولية الجميع فلسنا في ظروف طبيعية واستقرار فمن البديهي أن تبقى هنالك نواقص إلا أنها للأسف تعتبر نواقص خطيرة فهي بنهاية الأمر مسؤولية الجميع بما فيها المؤسسات التشريعية والتنفيذية والمدنية، والمسؤولية الأولى تقع على العاملين في حقل الإعلام المحلي والعربي والعالمي فهم يحملون على كاهلهم مسؤولية كبيرة لإيصال الصوت الفلسطيني للعالم بالصورة الواضحة والموضوعية والحقيقية دونما مبالغة أو تهويل ولابد من معرفتهم لجمهورهم الذي يكتبون له ومن هنا فالمسؤولية ليست هينة على الإعلاميات والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية "

وعن كيفية تداول الأخبار المحلية مع السفارة بالقاهرة يقول صبيح: " المندوبية تتعامل مع الإعلام المحلي والدولي يوميا بما يخص القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى شرح القضايا السياسية والحديث عن القرارات التي تطرح في جامعة الدول العربية ويتم تداولها

وعن أهمية التخصص في الدراسة إلى جانب العمل الإعلامي يقول السيد محمد صبيح: " على جامعاتنا الفلسطينية أن تعتمد مناهج دراسية حديثة ومتتابعة لتطورات الإعلام الدولي وتستند إلى معرفة علمية دقيقة لأننا نعيش عصر المعلومات والاتصالات، كي تتمكن هذه الجامعات من تخريج أفواج قوية قادرة على تحمل مسؤولياتها أمام الوطن ومتفهمة تماما للأمانة التي أنيطت بهم في سبيل تأدية واجبهم الإعلامي في ظل الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات العديدة التي يتعرض لها الإعلاميون."

إرسال تعليق Blogger

 
Top