بقلم: هداية شمعون
هذا المساء قلبي يرتجف.. أشعر بلوعة الغريب.. كأني الآن في مكان آخر غير بيتي.. كأني الآن مع أناس آخرون ليسوا هم من يحيطون يومي.. هن يجلسن يلقين تحية الصباح وعيونهن غائرة لم تعد عيونهن كما رأيتها في صباحات ماضية.. ينتابني شعور بالاستسلام لقهري.. شعور مخدر – لا أنكر أنه جميل- بأن أتركههن يعتقدن أني لا أدرك خداعهن.. شعرت أني في مكان آخر ربما فوق جبل ما واشاهد من بعيد خفايا نفوسهن.. وتربصهن بدفاتري.!! لم تجد الابتسامة طريقها لجلستنا ولم أترك اعجابي بالمشهد من بعيد يسلبني حقيقة المشهد التمثيلي فصفعت تصنعهن.. لأني أردت أن أكون ذاتي..
حسنا هذا المساء لازال مرتجفا بين أناملي فقد جافاني الليل وتحالفت الكهرباء مع سقوط أشرعتي لكني لازلت مشتعلة بالوجع.. فكيف يمكن أن يتساوى البعيد والقريب معا.. وكيف يمكن أن يخلعون ببساطة رداء الصداقة ويتلفعون برداء آخر.. هل كثيرة هي المحلات التي تحيك أثواب الصداقة؟ هل هي رخيصة الثمن إلى هذا الحد؟ يؤرقني حال الكثيرات والكثيرون.. فحين يقلبون الصفحة بغير وجودك يكونوا قد مسحوا كل الذكريات الجميلة التي خلقناها معا.. وقد يكونوا مزقوا كلمات الحب التي تداولناها في الصباحات الأولى حين اللقاء.. لذلك أشعر أن مسائي لازال مرتجفا بارتجاف مشاعرهم.. وارتجافاتي، هل وحدي التي تشعر بأن الأبيض يجب أن يظل أبيضا وأن الأسود هو الاسود ولا يجدي أن أختلق عالما بينهما فإن كانوا يحسنون فأنا لا..
موجعة لكنها واقع نعيشه للاسف باستمرار
ردحذف