0

 

4444444444444

بقلم: هداية شمعون

كثيرون يختارون الصمت لتمييع موقفهم من ثورة الشعب المصري ..هم ينتظرون أن يعرفوا المنتصر ليعلنوا ولاءهم له؟؟ لماذا يجب ان تبقى ثقافة الانتهازية !!! ولماذا يجب أن نصمت أكثر بعد أن صمتنا عمرا بأكمله وأجيال تغيرت ولازلنا نختار الصمت عنوانا لكل مراحلنا.!!

ثقافة الخوف أسقطت من الحكام على شعوبهم هذه الشعوب تنتفض الآن، هؤلاء الشباب "التك أوي" " الفيسبوكيون" الذين حملهم الكبار صفات السلبية والانشغال بأدوات التكنولوجيا والأمور الهامشية هم من ثاروا وقالوا كلمتهم، لقد تجرعوا هزيمة الكبار وعاشوا انهيار الكرامة وسحقها من قبل رمز النظام؟؟ يحيرني أن كثيرون وكثيرات لا يملكون موقفا ولا يرغبون بإبداء موقف رغم أنهم جميعا يجب أن يكونوا قياديين وقياديات في مجتمعاتهم.

سؤال يطرح نفسه؟؟ هل تستشري ثقافة الخوف المريعة لهذا الحد!! هل سينتظر هؤلاء كثيرا ليكونوا مع الشعب المنادي بشيء من الكرامة، شيء من العدالة، شيء من التعامل معهم كبشر، أم يساندون النظام ورموزه التي أرهقتنا بالجبن والخوف والمصالح وتكسير آمالنا وأحلامنا بكلامهم وأفعالهم؟؟ هل سينتظر الكثيرون ليعرفوا أين هم مع أحلام الشباب بالحرية والأمل بغد جديد أي كان ما يحمله؟ أم البقاء ثلاثين عاما أخرى وربما للأبد مع نظام جائر ظالم..

العيب ليس في الحاكم إذن أو النظام العيب فيمن تربو على الخوف والخنوع والنظر لما تحت القدمين ومن ثقافة أن زوال مبارك والعابدين سيدخل البلاد في متاهة وكأن قدرنا فقط مع اسماء صنمية لا خيار آخر إلا بها، وكأنى القتيل دائما ينتظر من يقتله ليبقى في نظر نفسه قتيل وضحية..

هي كلمة للأحرار ثوروا مع الشعب ولأجل الشعب ثوروا على تقاليد الحكم العربي المتسلط، يا أيها العرب شيء من الغضب..

كم يحيرني أن رام الله وغزة بحكومتيهما تمنعان مظاهرات مؤيدة للشعب المصري ولثورته المجيدة؟؟ يا هؤلاء يجب أن تدركوا أن صوت الصمت لم يعد الشريعة المبهمة لكم ولمقاليد حكمكم فأنتم إن بدأتم بدأنا، لم يعد لدينا الكثير لنخسره لكن هذا الشعب العظيم لن يقدم نفسه للنار محترقا ليدفن معه همومه وأحلامه لا بل سيحترق بكم وبأنظمتكم البائدة.. أود أن أذكر الكثير من الفلسطينيين الذين لابد زاروا مصر ولم تكن لهم ظهورا وواسطة تدعمهم كيف كانوا يعاملون حين يطأون ارض مصر؟ كيف يزورون أمن الدولة كل يوم كالمجرمين والمارقين، فمعنى ان تكون فلسطينيا يعني أن ألف علامة استفهام لديك شاب أو فتاة، أذكركم بمعبر المهانة معبر رفح الذي أذلت كرامتنا فيه عشرات المرات، كيف افترشنا الأرض والسماء لأيام عدة ثم نعود خائبين بينما من هم تابعون لأحزاب وفصائل يمرون متى شاءوا وتم التنسيق لهم وقتما ارادوا.. ثورة هذا الشعب هي ثورتنا ومطالبهم هي مطالبنا فشعبها وأهلها الطيبون يستحقون الكرامة والعدالة والحب..

هي رسالة حب لمصر التي احتضنتنا وعلمتنا وأحبنا اهلها كم يرف قلبي لأكون بين أجسادكم الطاهرة.. كم يحضرني الآن ذلك العجوز المنهك وهو يفترش الرصيف محاولا التدثر بأوراق ممزقة لكرتون ملقى بالشارع يحتمي فيه من برد الشتاء ليلا وليكون الحجر وسادته، عيناه لازالتا تلمعان في وجهي في حي السيدة زينب، عيناه النابضتان بالبؤس والتعب والفقر والظلم تدقان ذاكرتي بعد سبع سنوات مرت، وكلما حللت بمصر بحثت عنه وعن مكانه نادمة أني لم أصافحه في ذلك اليوم.

.. ظلم قهر قتل كلمات تتناقل في الأحاديث الجانبية ورعباً حين تأتي الساعات الختامية، يجب أن نخرج عن الصمت كما فعل شباب مصر الكنانة، خرجوا بأجسادهم الطاهرة، هم من طرقوا جدران الخزان، هم من استمعوا أخيراً لغسان كنفاني، خرجوا من دائرة الخوف والصمت، افترشوا الشارع في هذا البرد القارس ولازالوا، أقل ما يمكن أن نقوله كلمة حق في عهد سلطان جائر.. دعوا شباب مصر يقولوا كلمتهم ودعوهم ينعمون بالكرامة..الحرية.. العدالة..

إرسال تعليق Blogger

 
Top