0
10128_1232547383514_1524044767_591011_6313399_n

 

 

بقلم: هداية شمعون

يبدو أن اتفاقات حقوق الانسان وكافة ما درسناه وما نقوم بتدريبه وما نعيشه فعليا هو النقيض تماما لكل ما ينص في الأوراق.. وحتى اتفاقية سيدوا والقرارات الأممية وتحديدا القرار 1325 لا تستحق الحبر الذي كتب عليها فما تتعرض له المرأة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية وكافة فلسطين المحتلة تؤكد كل يوم وكل لحظة أنها تتعرض لأبشع الانتهاكات والاستهانة بأبسط حقوق الكرامة ففي غزة الآن تتعرض لاعتداءات اسرائيلية متواصلة وتباغت هذه الصواريخ أم وابنتها من عائلة قديح وهما في منزلهما آمنتين في شرق خانيونس، لتصبحا جثتان هامدتان خاليتان من الحياة بينما اصيب ابنة أخرى ولازالت ترقد في إحدى المستشفيات، والشهيدتان ضمن 16 شهيدا سقطوا خلال ثلاثة أيام ( 7-8-9 أبريل 2011) وما يزيد عن 60 إصابة بينهم نساء وأطفال.

وهناك مئات وآلاف العائلات الفلسطينية التي تقع في دائرة الاستهداف ويمزقها الخوف والقلق شبح حرب إسرائيلية على قطاع غزة، فهن يحاولن أن يبتلعن القلق والرعب كي يحافظن على أطفالهن ويحمين أسرهن، وهذا ما لا يراه العالم ولا يشعر به أحد ولا يسجل في دائرة الانتهاكات تجاه فقدان الأمن والأمان والحماية.. فأين الحماية لهؤلاء النساء وأين يوجد في غزة بيت آمن، أو كما قالت صديقة هل الجدران تحمينا من صواريخ وقذائف إسرائيل؟ وهل مكوثنا في البيت أكثر حفاظا على حياة النساء والأطفال من الخارج؟ والإجابة ببساطة لا.. فها هي أم نضال هي وابنتها قتلتا أثناء إعدادهما وجبة الغذاء للأسرة وفقدت الأسرة ربة بيتها وأصيبت وهلعت ودمر منزلها ..!! فأين الحماية الدولية وأين وأين وأين.. إن النساء العزل اللواتي يعشن تحت القصف الإسرائيلي في أي لحظة هو جرس يجب أن يقرع في وجه المنافقين والمتشدقين بالحديث عن الحريات والحماية الدولية أم لأنهن نساء فلسطين تتساقط الحماية كرمل ناعم لا يشعر به أحدا..

وحال نساؤنا في الضفة الغربية لا يقل بشاعة وانتهاكا لكرامتهن وحريتهن عنهن في غزة، حيث تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بحملة شرسة ضد النساء والفتيات في قرية عورتا في محافظة نابلس حيث تقوم بعمليات تفتيش واعتقالات واحتجازات، ظهرت أبرزها بنقل مئات المواطنين من بينهم 200 امرأة عبر ناقلات عسكرية إلى معسكر حوارة، وقد أصدر طاقم شؤون المرأة في رام الله -7 أبريل - بيان إدانة لممارسات الجيش الإسرائيلي في قرية عورتا، إذ أكد أن سلطات الاحتلال قامت بأخذ بصمات المواطنين وسحب الدم منهم دون إذنهم، وأن هذا الإجراء غير قانوني، وتحريم انتهاك جسد أي مواطن دون إذنه، واعتبر ما يجري في عورتا عقوبة جماعية بحق السكان، واقتصاص من السكان والنساء بشكل خاص.

هذا وأكدت رويترز- أن إسرائيل احتجزت فعليا لفترة قصيرة نحو مئة امرأة في الضفة الغربية بعد أن حصلت الشرطة الإسرائيلية على بصماتهن وعينات من الحمض النووي (دي.ان.ايه.) في إطار التحقيق في مقتل أسرة يهودية في 11 مارس آذار في مستوطنة ايتامار القريبة من قرية عورتا الفلسطينية. ونفس المصدر أكد أن جنودا اسرائيليين دخلوا المنازل ليلا واقتادوا نساء تتراوح أعمارهن بين 20 و 80 عاما في شاحنات مدرعة إلى مراكز الاحتجاز.

إن ما حدث ويحدث في الضفة الغربية يعتبر ضربا لكافة المواثيق الدولية وحقوق الإنسان، وانتهاكا صارخا وتحديا لأبسط المعايير الإنسانية، وينتهك أبجديات حقوق النساء.

إن المرأة الفلسطينية في غزة والضفة والقدس وكافة أنحاء فلسطين تتعرض لحملة انتهاكات غير مسبوقة بل وتتواتر بشكل دراماتيكي، والأيام لازالت تخفي في جعبتها المزيد من هذه الانتهاكات، إنها مسؤوليتنا جميعا توثيق كافة هذه الانتهاكات وعدم طيها في غياهب النسيان بل يجب أن نتعاون أفرادا ومؤسسات أهلية ونسوية وحقوقية ورفع صوت هؤلاء الضحايا وعدم تركهم/ن وحدهم فنحن من يحمل الرسالة ومن يجب أن نسمع صرختهن لخارج حدود فلسطين..

إن آذار لم يرحل بعيدا بعد، وهاهي الانتهاكات تتزايد والمخاوف تشتعل في قلوب الفلسطينيات ولسان حالهن يردد من يدري بنا خلف الجدران!؟ وهل يجب أن نصبح أجسادا مسجية كي يدرك العالم حجم الانتهاكات التي تنالنا..

إرسال تعليق Blogger

 
Top