1

كلنا محمود السرسك وأكرم الرخاوي

مشاهد من خيمة الاعتصام في رفح

                                                                                                     بقلم: هداية شمعون

في خيمة الاعتصام برفح الفقيرة إلا من إرادة المتضامنين والمتضامنات فيها، تتابع المشاهد اليومية لتشكل صورة مبدعة لمشهد التضامن الفلسطيني مع قضية الأسيرين محمود السرسك وأكرم الرخاوي، بقيت الخيمة يقظة بالأمس حتى الثانية صباحا.. عائلة الأسيرين والأصدقاء والمتضامنين والإعلاميات والإعلاميون لم يعودوا يعرفون طعم النوم فالساعات الحرجة التي يعيشها الأسيرين وتدهور حالتهما الصحية تجبرهم على النضال حتى الرمق الأخير.. يحاولون أن يصرخوا في حياة السرسك والرخاوي بدلا أن يبقوا صامتين عاجزين عن المساندة وتقديم الدعم المستطاع..

في الخيمة تلتقي عيون ياسمين ابنة الرخاوي بيدي والدة السرسك المرتبكتين.. تنضم إليهما صبايا رفح ونساؤها ورجالها.. الجميع في خيمة واحدة يرفعون صور الأسيرين فقط ويرفعون شعارا واحدا.. كلنا محمود السرسك وأكرم الرخاوي.. يتبادلون الأخبار والدموع والعبرات.. الأنين الصامت يمسح وجوه الجميع، لكنهم يبحثون عن بصيصا من الأمل، يتابعون حركة الصغار وهم يحتضنون صور الأسيرين ويرفعونا ملوحين هاتفين.. واحد اثنين.. الحرية فين؟ فين؟؟

يتجمع الصغار ثانية في دائرة كبيرة في وسطها دوائر شموع مضئ تلمع في وجه السجان الإسرائيلي وفي قلبها صورة الأسيرين.. يبتسمون رغم الألم فهم

 pic to publishيحلمون بالحياة كلما أصر الاحتلال الإسرائيلي أن يصر على وأد الأسرى الفلسطينيين.. إنهم يحبون فلسطين لذا يواصلون النضال.. يحلق الأطفال ويهتفون طويلا.. يحتفظون بالشموع وصور الأسيرين ثم يجرون في طرقات المخيم وكل منهم يعلق الصورة في قلبه، ويعتصرها بيديه الصغيرين..

"محمود السرسك يواصل إضرابه لليوم (86) وتدهور وضعه الصحي بشكل خطير، أكرم الرخاوي قارب إضرابه ( 60 ) يوما مريض بالربو وأعلن بالأمس اضرابه عن الدواء والماء.!!!" لأجلهما كانت حملة " كلنا محمود السرسك وأكرم الرخاوي "

مشاهد من الخيمة

****

" ما بأوعى على أبوي.؟!!.. بالكاد بأتذكره وهو بيحكيلنا قصص وهيك مش قادرة أتذكر ايشي كثير.."

قالت سماح ابنة الأسير المريض أكرم الرخاوي والتي لم تتجاوز 14 عاما.. وصمتت كثيرا وملامحها ترتجف بكاءا..صمدت ثم انهارت بالبكاء وسط خيمة الاعتصام للتضامن مع والدها المريض والأسير محمود السرسك في مدينة رفح..

سماح كان عمرها 6 سنوات فقط حين اعتقال والدها، وأصبحت الآن 14 عاما حيث قضى والدها 8 سنوات في السجن وهي طفلة والآن هي صبية.. ادعموا والد سماح المريض المعتقل والذي يواصل اضرابه لليوم (58) على التوالي، وأعلن إضرابه عن الدواء وهو العليل.. وعن الماء وهذا ما أجبر عليه بعد أن فقد الأمل بأي إفراج عاجل ..

كلمات سماح صرخة في حياة والدها خوفا من مجهول مؤلم ينتظرها.. ادعموا سماح وحلمها بخلق ذكريات جميلة في حضن والدها..!!

****

"أشعر بإحباط وخيبة أمل وخشية أن أسمع خبر سيء عن أخي محمود بعد أن تدهورت حالته الصحية اليوم وتم نقله إلى مستشفى آخر.. لا أعرف كيف أحدثكم بقلب الأخ المكلوم لسجن أخيه ظلما ونسيانه في سجون الاحتلال؟؟ أم أحدثكم عن إضرابه الذي يدخل اليوم ( 86 ) يوما متتالية... محمود شاب يافع يحب الحياة ويهوى ويحترف لعب الكورة.. ولكنه مغيب بسبب اعتقاله من الاحتلال الإسرائيلي.. هو يعاني الكثير الآن .أنا أعاني لأجله وأحيانا أكذب على عائلتي حين أرى عيون أمي الدامعة وهي متلهفة لسماع خبر يشفي غليلها عن محمود!! فأخاف عليها وأكذب على أسرتي وأدعي أنه بخير لكني أدرك جيدا أن صحته متدهورة وهو في مرحلة خطرة جدا.. لن أطلب من الناس التواجد في الخيمة للتضامن معنا في رفح ...لكني فقط أريدهم أن يدعو له الله أن يحفظه ويحميه وهذا أضعف الإيمان.!! وأن يقوينا لنواصل دعمه واسماع صوته"

عماد السرسك أخو الأسير الرياضي محمود السرسك المعتقل تحت قانون يدعى" مقاتل غير شرعي.!!

******

" في المستشفى الإسرائيلي.. يركلون الأسرى ويهددونهم.. ويتركوهم بالساعات وهم يحتضرون.." على لسان عماد السرسك أخو الأسير محمود السرسك المضرب منذ 86 يوما

*****

طفلة لم تتجاوز الخمس سنوات تعتصم في خيمة الأسيرين السرسك والرخاوي:

" تركت الدمى وألعابي وصور الطفولة وعلقت على صدري صور ثائر من بلدي.. يموت الآن ولكنه يناضل ضد الظلم يناضل لأجل الكرامة.. كبرت اليوم مئة عام وسأعلق صوره في قلبي.. وها هي حفرت مستقبلي.. سأدعو له بصمت وسأحضن ألعابي حين أعود من الخيمة وأخبرهم قصة محمود السرسك وأكرم الرخاوي .. سأقول لهم أني أحب أن يكونوا بيننا الآن.. وأن تحتضنهم أمهاتهم وزوجاتهم وبناتهم.. أحب أن أعانقهم حين يخرجون بعد أن استردوا كرامتهم وكرامتنا جميعا.. سأخبرهم عن أشياء كثيرة لا يعرفها الكبار ولكن نحن الصغار من يفتقدها ويحكيها.. وسيصغون لي..!!

*****

أطفال رفح تركوا بيوتهم المظلمة وخرجوا حاملين شموعهم الصغيرة يخبئونها من الريح كي لا تطفئها.. تصوروا أن الريح هي العدو وأن الشمعة هي محمود السرسك وأكرم الرخاوي .. لذا اجتهدوا في الحفاظ عليها بأيديهم الناعمة الصغيرة.. وظلوا في خيمة الاعتصام في رفح طويلا علهم يلمحون طيف الأسرى وهتفوا بصوت واحد.. بالروح بالدم نفديك يا أسير.. ضحكوا وابتسموا كثيرا ليمنحوا الأسرين رونق الحياة

إرسال تعليق Blogger

  1. الأسير اللاعب السرسك يرفض "البطاقة الحمراء" الإسرائيلية

    http://majdpress.blogspot.com/2012/06/blog-post_07.html

    ردحذف

 
Top