0

تقرير خاص اللجنة العامة لمناهضة التعذيب

تقرير: هداية شمعون(*)

"فترة التحقيق كانت صعبة بحد ذاتها، وظروف الاعتقال لا تطاق، تم احتجازي في غرفة انفرادية جدرانها خشنة ومطلية بلون رمادي، كان السرير من الباطون بدون فرشة، اضطررت إلى وضع بطانية بدل الفرشة، عمل المكيف بدرجة منخفضة جدا، ارتعدت من البرد في أغلب الليالي، نور الغرفة كان مبهرا بلون أحمر وعمل بشكل دائم، في الغرفة التي كنت فيها كان المرحاض عبارة عن جورة والحمام خارج الغرفة في حين ليس فيه مياه ساخنة جارية بتاتا"

من شهادة أسيرة فلسطينية، في معتقل كيشون

كشف تقرير حديث عن الصورة القاسية وغير الإنسانية بشأن ظروف احتجاز الأسيرات الفلسطينيات السياسيات والتحقيق معهن، وبين التقرير من خلال شهاداتهن أنهن يعانين من كل المصاعب التي يعاني منها الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في إسرائيل، إضافة إلى سلسلة الانتهاكات المتصلة بشكل خاص بكونهن نساء.

ففي تقرير خاص صدر عن اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل في حزيران 2013 للباحثة هديل بدارنة بعنوان" من شهادة أسيرة فلسطينية" سلط الضوء على ظروف أسر النساء الفلسطينيات اللاتي سلبتهن قوات الاحتلال حرياتهن بحجة "أمنية" والمعاملة التي يلقينها من خلال الإشارة إلى احتياجاتهن كنساء وكفلسطينيات أسيرات كما تبين من شهاداتهن.

فحص هذا التقرير ظروف الاعتقال في ضوء الاحتياجات والحقوق الخاصة بالنساء اللاتي سلبت حرياتهن. بما في ذلك انعدام الحساسية الجندرية في مواضيع مثل العلاج الطبي والظروف الصحية والاحتياجات النسائية وكذلك في ضوء الحقوق المشتركة للنساء والرجال مثل: الحقوق خلال التحقيق والتقاء أفراد الأسرة، كما قدم التقرير دمجا للتحليل الجندري النسوي والعبىء الملقى على كاهل الأسيرات.

تقول أسيرة فلسطينية في شهادتها من سجن الشارون 2013: "حجم الزنزانة صغير جدا، نعاني بها من الاكتظاظ فنحن 7 أسيرات، بالرغم من أننا نقضي جزءا من الوقت خارجها إلا أننا مازلنا نعاني من الاكتظاظ داخل الزنازين."aseeeeeeeeeeeeera2

أكدت الأسيرات الفلسطينيات أن التحقيق يشمل استخدام العنف الجسدي واللفظي تجاههن بما في ذلك التشهير بهن بما يمس كرامتهن وحرمانهن من الحصول على الوسائل الصحية الشخصية والحمام أوقات الدورة الشهرية، ويؤكدن تعرضهن للضغط النفسي من خلال استخدام أفراد العائلة وحرمانهن من النوم واحتجازهن بوضعية تكبيل مؤلمة وفي بعض الأحيان منعهن من وضع غطاء الرأس خلافا لمعتقداتهن الدينية.

تقول إحدى الاسيرات من معتقل كبشون في شهادتها: "طيلة فترة التحقيق منعوني من وضع غطاء رأسي، تألمت كثيرا كإمرأة فلسطينية وكإنسان"

 

وفي شهادة أخرى لأسيرة فلسطينية، من سجن الشارون:" كنت في منتصف الدورة الشهرية، وصلت إلى وضع نفسي لا يطاق، الفوط الصحية لم تكفني وشعرت بالخجل أن أطلب من السجانة، لم أعرف بأي لغة أتوجه إليها وبأي شكل، شعرت بالخجل أيضا لأنني لم أشعر بالراحة أن أتحدث معها عن احتياجاتي الخاصة!"

إن ظروف الاحتجاز في الزنازين خلال فترة التحقيق أقسى وأكثر صعوبة من تلك بعد فترة التحقيق، الكثير من الأسيرات أكدن في شهاداتهن على أن الظروف أثناء التحقيق كانت مهينة وقاسية حيث اضطررن أحيانا للنوم على فرشة رقيقة موضوعة على الأرض، واحتجازهن في ظروف غير إنسانية في زنازين لا توفر نافذة للتهوية وإضاءة دائمة بلون برتقالي أو أصفر، المرحاض في هذه الزنازين عبارة عن ثقب في الأرض "جورة" رائحته منتنة ناهيك عن أنه يجذب إليه الحشرات.

في شهادة إحدى الأسيرات الفلسطينيات تقول: " عادة يسمح بالحمام فقط في مواعيد محدودة مدتها بضع ساعات فقط، وهذا بدوره يخلق توتر نفسي للأسيرة."

وتقول إحدى الأسيرات الفلسطينيات من سجن الشارون في شهادتها:" كانت غرفتي مهملة جدا ومتسخة جدا، لم أحتمل نفسيا أن أكون أسيرة هناك، طلبت مكنسة مرات عديدة دون رد، وأخيرا غسلت أرضية الغرفة وأخرجت الماء والأوساخ بكعب حذائي"

وتقول أسيرة أخرى من معتقل بيتح تيكفا:" تم احتجازي مع أسيرة أخرى في زنزانة حجمها 80سم على 150سم الأمر الذي لم يسمح لنا بوضع فرشتين بل فرشة واحدة، اضطررنا للنوم على الفرشة ذاتها."

وحسب معطيات مؤسسة "الضمير" الحقوقية الفلسطينية، احتجز في السجون الإسرائيلية حتى نيسان 2013 نحو 4900 أسيرا فلسطينيا سياسيا مصنفين على أنهم أمنيون (بما في ذلك فلسطينيو الداخل) منهم 14 أسيرة معتقلا و168 معتقلا إداريا و236 قاصرا. مع العلم أنه في الـ46 سنة الأخيرة اعتقل بموجب أوامر عسكرية نحو 700000 فلسطيني بأيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي والذين يشكلون ما نسبته 20% من مجموع السكان في الضفة الغربية، من بينهم نحو 10000 امرأة فلسطينية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) كاتبة وإعلامية

إرسال تعليق Blogger

 
Top