نساء يتفجرن قهرا..!!

#احتلال_صهيوني_قاتل_الأطفال

كتبت: هداية شمعون(*)

نحن ببساطة نحدق في أحدنا الآخر الآن.. كل أم تتحسس أطراف أبناءها ملامح وجوههم التي أخذتها الحرب.. نحن الآن يا سادة نترك حقيبتنا فارغة رغم أن الموت حاضرا فما قيمة أشياءنا دوننا!!

نحن الآن لا نترقب ولا نقلق فقد تبلدت قلوبنا وأصبحنا مذهولين تماما لم نستيقظ بعد لم نحزن بعد لم نبكي بعد لم ننجو بعد فكيف تظنون استقبالنا للقتل من جديد؟؟!!

حين التقين بهن بالأمس في إحدى مدارس الإيواء بغزة منهن من لجأت من بيت لاهيا والتفاح والشجاعية وغيرها من أماكن كن نساء يتفجرن قهرا ..!!

.. بيوتهن أبيدت أبناؤهن أصيبوا.. احداهن بكت كثيرا كثيرا فلم تتمكن من أخذ أي صورة أو قطعة ملابس لابنها المهندس الذي دفنته الصواريخ بالبيت فبات جزءا من الدمار..

ما هي احتياجاتكن؟؟ سؤال سخيف للاجئة عادت وبعض من عائلتها للحياة بعد موت محقق أبيد بيتا، كل حياتها انقلبت رأسا على عقب.. ماتت ألف مرة في رحلة اللجوء ؟!!

تتوه كل الحياة وتفاصيلها في أماكن اللجوء فلا الملبس ولا النظافة ولا الاكل ولا الشرب ولا شيء يبدو مهما.!! صرخات النساء بفقدان الأمان والحماية والكرامة نعم الكرامة التي ينساها الجميع..!!

" كنا معززات مكرمات في بيوتنا لنا عائلة مستورة لكن جدران بيوتنا كانت تحمينا مذلة السؤال وإن نمنا دون عشا فهو أمر اعتيادي المهم أننا نعيش مستورين ولنا خصوصيتنا؟!!"

فقدت النساء كل شيء في هذه الحرب الهوجاء..!! بتن يرفضن التصوير ويكرهن المصورين فكل ما يبحثون عنه صورة لطفلها البائس؟!! أمر موجع..!! كثيرة هي الأشياء التي تخفيها النساء في صدورهن ولا يمكنهن بثها لكن هذا ما قلنه في أيام التهدئة الثلاث وهن على أمل أن بإمكانهن أن يفعلن شيئا!!

الترقب ليس حالة لقد بات جزءا من وعينا تحت الحرب.. القلق بات ملبسنا الذي نرتديه في كل لحظات يومنا وحتى في سويعات نومنا..!!

لا يمكن أن تعود الكرة هذا أمر غير مفهوم؟؟!! لا يوقع الأحياء صك موتهم بأيديهم بكل هدوء ورصانة .. قال الكبار ورددها الصغار ... "أريد أن أموت قطعة واحدة لا عشرات القطع؟؟!! أريد إن مت ألا اشعر بالوجع والألم أتمنى ألا أرى دمي مسفوك أمامي فقط أرحل بإنسانية!!!"

8.8.2014

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) كاتبة وإعلامية تقيم في غزة