هذه أنا ..كما أريد.. كلماتي.. رسالتي.. أحلامي.. لم تسعفني صفحات الصحف الممنوعة من الصرف في غزة ( بأمر الانقسام الفلسطيني الفلسطيني) ولم تكفيني المنابر الإعلامية المسيسة في غزة وفي الضفة كلاهما سيان.. ولم تكفيني المجلات وملاحق الصحف الفلسطينية – على قلتها- وتعبت من المواقع الالكترونية المتلفعة بالصحافة الصفراء والتي قد تخترع خبرا وحادثا وآثار وحلول لشىء ليس له أساس على أرض الواقع.. ولم أجد نفسي إلا من خلال هذه المدونة التي سعيت جاهدة أن أكون راضية عنها، وألا أكون على نفسي كمقص الرقيب الذي اعتدناه سيفا على أعناقنا حتى بات جزءا من تركيبتنا الفلسطينية..
سعيت أن تكون هذه المدونة هويتي .. بصمتي.. بصمة إمرأة فلسطينية تعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ ولادتها، وتحت الانقسام والحصار في شبابها، وتحت القصف والحرب في أمومتها، ولازالت تعيش بين ثنايا المجهول ..
أردت أن تكون بصمتي أنا لا أحد غيري، وأن أقول فيها وأكتب كل ما أريد لتكون لسان حال النساء الفلسطينيات اللواتي يذبن الآن في المخيمات في همومهن اليومية دون أن يكترث بهن أحد، وأن أعبر عن أحلام الشابات اللواتي يتلقفوهن بتابوهات المجتمع وبالمحرمات وهن لازلن براعم نضرة لم يخطين خطوتهن الأولى في الحياة، واردت أن أكون لسان المرأة الفلسطينية الكهلة التي انزوت بين جدران الخيمة وباتت ركنا خامسا من حيطان البيت المتهالك وحنينها يغلبها لأرض الأجداد.. أردت أن أقول ما لم تقله أمي وهي تبني بيت طين يقينا برد الشتاء بينما أبي غائب يبحث عن معنى للبقاء في مخيمات اللاجئين.. وأن أتحدث بلسان أبي القابع الآن في غرفة تكاد تكون معتمة لا يتخطاها لأنه لا يملك السفر للعلاج خارج غزة.. وكلما لمحني سألني لو خيروك الآن أن تعودي لقريتنا الصغيرة أو تبقين هنا هل تعودين!؟؟ فأجيبه بنظرات صامتة مذبوحة فحلم العودة بات أكبر من عمره الهرم فهل سأجيبه يوما .. ربما أتمكن يوما ما عبر هذه المدونة ؟؟ّ
أردت مدونة تعبر عن أوجاع الكثيرات اللواتي لا يجدن أحدا يستمع لهن، أو ينقل حكاياهن، أو يتحدث بلسانهن.. أراهن كل يوم وأتعثر بقصصهن في أحلامي ويومي فلا أجد غير مدونتي لتكون صحيفتهن ومجلتهن ومنبرهن الإعلامي الذي عجزت كل المؤسسات المحلية والمجتمعية نسوية كانت أو أهلية في أن يكون لها منبر واحد لتجمعهن في خطاب واحد يمكنه أن يحدث تغييرا حقيقيا..
إنها مدونتي ومدونتهن ... من فلسطين ومن غزة .. ومن بين طرقات المخيمات وأسرار البحر نكتب أوجاعنا وأحلامنا ونريدكم/ن أن تشاركونا أسرارنا وما أدراكم بأسرار الحوريات حين يتكلمن ويكتبن...
هداية شمعون
اختي الكريمة
ردحذفاحيي فيك هذه الروح
وهذا الانتماء للوطن وللانسان ونصرة للمرأة الفلسطينية تحت الحصار
ومهما كتبنا لنن ننصفها
اختي هداية
ادعو الله ان يهدي اهلنا واخوتنا بانهاء الانقسام
واسجل اعجابي بكتاباتك
واعتزازي بك كاتبة صادقة من رحم وطني المغتصب
على الخير وحب الوطن نلتقي
ربيع