0

أحاول أن أكون ذاتي..

بقلم: هداية شمعون

im11

كل ما أريده بعد الذي كان..أن أكون أنا لا أحد غيري!! مر الوقت وانتصف الليل، ومرت الأمكنة بي وأنا بجسدي لازلت أراوح مكاني.. حلمت كثيرا بأوراق الخريف تتساقط على سنواتي أنتظر شيئا ما.. شىء لا أعرفه ولا يعرفني.!! أقول الآن ربما مخطأة أنا وهو يعرفني وينتظر الوقت الملائم ليفاجئني..! ما أريد أن أعبر التيار العاصف بقلبي بأحلامي وأن أمثل نفسي لا نساء العالمين.. لماذا لا يحق لي أن أطير كباقي الفراشات، أن أكتب حروف اسمي على ضفاف نهر جف من آلام البشر.. لماذا لا يحق لي أن أقابل ذاتي وأحتضن كل الفراشات الهاربة من فلول معركة لم تحدث يوما.. لماذا لا يحق لي أن ابتهج لأحلام لم تتحقق وتبخرت مع اشراقة صباحات جدية في عوالم لم أعرفها.. لماذا يجب أن أموت هنا وأنا لازلت أتنفس.! هل جرحي غير مرئي أو أنه ليس مولود إلا في خوالجي؟؟ بعد الحرب لم يبق الكثير لنخطط له ورغم الموت نبصق الوجع بعيون النهار ونجلد ذواتنا ونرتدي ملابس الحياة ونخرج حتى نكاد نهوى من الألم وفي الرمق الأخير نسمح لأنفسنا برحلة قصيرة لنمسك بدور آخر ثم آخر كي لا نقابل أنفسنا ونبكي أو نحزن وحدنا دون عشرات الأعين.. لماذا لا يحق لي أن أبني قصورا من رمال أو هواء وأعلقها كما أرغب على جدران قصفها الاحتلال عشرات المرات.. لماذا لا يحق لي أن أصعد مركبا من ورق وأكتب عليه ما شئت من كلمات أو خطوط ولماذا لا ألون الأقمار كما أحب.. وهل أعرف لوني المفضل إن سمحتم لي بالخيار.. ولماذا لا يحق لي أن أتجاوز نظراتكم لجسدي أنا المذبوحة في أتون معارككم الفارغة بعدما فرغتم من دماء المقهورين وتجاهلتم صيحاتي.. أنا إمرأة تعيش تحت الاحتلال وتقول كلمتها متى شاءت كيفما شاءت.. اخترت الزمان المناسب لي واخترت آخر/أول معاركي

.. أحاول أن أكون أنا رغم الحصار النازف من حولي، ورغم الجدران المهدمة بطريقي صباح مساء، أغمض عيناي أحيانا كثيرة عن كلماتكم غير المهذبة وأصرخ في عيونكم مرات أكثر، لكنكم لستم إلا بعض معاركي.. فما دمت امرأة هنا يجب أن تصرخي كثيرا كي يسمع الآخرون، رغم أن الصراخ الصامت هو أسلوب حياة لكنه موت آخر .. فماذا تنتظرون بعدما قتلتم الكثيرات وجلدتموهن بعيونكم بنظرتكم لطرحتهن المزركشة، ووأدكم لأحلام الصبايا، من يحمل كفن من هنا!! ماذا تنتظرون الآن تخدعون أنفسكم بالحرية، أنتم لازلتم تراوحون أنفسكم وتبتعدون عن اشراقات مستقبلهن..

أحاول أن أقول لكم كفاكم عنفا.!! كفاكم ذبحا لبراءة الكثيرات، كفاكم صراخا أمام الكاميرات التليفزيونية، مللنا منكم ومنهم، نحن هنا نعيش تحت الاحتلال وتحت رحمة قراراتكم الجوفاء، نحن نموت كل يوم بسبب سباتكم الطويل وكل منكم يلقي بالمسؤولية على الآخر وأنتم لم تعودوا تملكون ناصية الكلام ولا صدق المشاعر، فمن يحب ذاته لهذا الحد لا يمكنه أن يرى دموع المقهورين والمقهورات.. أحاول أن اقول لكن أن تسمعونا مرة واحدة وتكفوا عنا أذاكم ولست وحدي من تحاول أن تقول شيئا لكم.. نحن إما معكم أو أن نكون مع الآخرين وكأن أم واحدة لا تلد متناقضين؟؟ رفقا بنا من نرجسيتكم واتركونا علنا نعرف أن نلتقي وذواتنا ونصنع يوما آخر..

إرسال تعليق Blogger

 
Top