0
من حقيبتي بقلم رئيسة التحرير :
د.محاسن الإمام
مركز الإعلاميات العربيات
إلى هداية…. في غزة

.. يا عزيزتي، يا ابنة غزة البطلة، الصامدة، الصابرة، المقاومة أقول لك…

في كل لحظة أحس بالاختناق وأنا أشاهد فصول الموت اليومي التي تسطرها البربرية الهمجية الصهيونية وأكثر من مرة أسارع للنافذة لاستنشاق بعض الهواء الذي حرمتكم منه الغطرسة المتعفنة.. كي امنع توقف قلبي عن النبض، وبالأمس وبعد أن قرأت قصصك الأولى والثانية، تمنيت أن لا أكون لأشاهد تلك الأكوام من الجثث البشرية، لن أبالغ وأنا أقول إن هستيريا الغضب والألم عندما شاهدت تلك الصبية التي أضاعت ساقيها، أو ذاك الطفل الذي فقد عينيه، كدت اكسر هذا الجهاز اللعين الذي يحمل لنا قصصاً اغرب من الخيال، قلت في نفسي أي مستقبل لأطفال غزة…
لعنت نفسي مئة مرة، أين ابسط حق من حقوق الطفل ليعود من مدرسته أمناً ليجد بيته، وأدواته المدرسية، وأمه وأباه ليسرد له ما تعلم… وماذا أنجز خلال يومه…
ترى كيف سيبكي هذا الطفل إذا تألم..؟
وكيف ستمشي هذه اليافعة.. على أرجل خشبية..؟
وحشية إسرائيلية، بقنابل فسفورية، مصممة على تدميرنا من داخلنا، من أعماق أعماقنا، إبادتنا وإبادة كل من ينطق بالعربية، هم ساديون يفرحون بآهاتنا المخنوقة وتضرعاتنا الملكومة، أنا الآن اشعر إنني امرأة مهزومة، لا تملك إلا الدمع والقلم، بكاءي سيكون دامياً، لا استطيع أن أقدم لكم عيون ولا سيقان ولا أذان، اشعر إن عيناي تذوبان وأنا أشاهد عذاباتكم، ففظاعة المذبحة وبربريتها ولا إنسانيتها فاقت مجازر سابقة…
فالمأساة الفلسطينية والحقد الصهيوني لم يبدأ منذ سبعة عشر يوماً، انه متجذر في دستوركم وتربيتكم لأطفالكم- لن ننـزف ألما وإنما سننـزف حقداً وقرفاً. وسنكون اشد مضاءً ونقاءً، وستبقى حناجرنا تصدح في الشوارع الهادرة، ونشعل قناديل البلاغة في بيارق الحروف….
وسنبقى نشتم ونلعن ونحرق، لكي تتوقف دموعنا ودموع سائر الأمهات، وننتصر لكل الشرفاء والأطهار، ولن تسرق قنابلكم بكل أشكالها الوقحة نور عيون أطفالنا، ولن يذهب الدم الغزي الناصع هدراً….
تلقينا درساً في تعميق مفهوم وثقافة المقاومة وليس ثقافة السلام البائسة.

إرسال تعليق Blogger

 
Top