0
حوار: هداية شمعون/ اعتماد وشح مدربة شابة في مجال الفيديو والمونتاج: نعمل على تنشيط الحركة الثقافية من خلال إنتاج وعرض الأفلام الوثائقية التي تلمس جوهر قضايا النساء الفلسطينيات.

" هدفنا الأول هو تمكين النساء من دخول ميادين العمل التي حرمت منها المرأة تاريخيا بحجة نقص التوجه السائد كصناعة الأفلام وخوض تجربة العمل الفني" وتضيف اعتماد وشح مسئولة البرنامج:" من أهم أنشطة البرنامج إنتاج أفلام وثائقية تناقش قضايا المرأة الفلسطينية، وعقد دورات متخصصة في مهارات استخدام الفيديو، المونتاج، الإخراج.
فكرة البرنامج
وعن فكرة البرنامج الرائدة في قطاع غزة تقول وشح: " نبعت فكرة البرنامج منذ بداية تأسيس المركز قبل عشر سنوات تقريبا، من خلال توجه المركز لتدريب مجموعة من النساء في مجال التصوير لعمل أفلام تعبر عن قضاياهن كنساء، وهمومهن الشخصية وعالمهن الآخر الذي لا يمكن اكتشافه بسهولة، أذكر تحديدا في العام 1993 كانت أول دورة خاصة بالتصوير قامت إحدى المتخصصات بتدريبها، وبعد انتهاء الدورة مباشرة تم الحصول على تمويل وشراء كاميرا لتقوم النساء اللائي تدربن على التصوير بعقد دورات مماثلة لتعليم عدد آخر من النساء، فالتحقت في أول هذه الدورات وقتئذ والتي استمرت لمدة شهرين، وفي 1995 برزت فكرة عمل تدريب مكثف للنساء في مجال إنتاج الأفلام نظرا لرغبة النساء، وبالفعل تم تدريب كادر من النساء المهتمات لمدة عامين بإشراف مخرجة أفلام كندية تدعى" كريستينا " وتناول التدريب: اختيار الفكرة، وتجربة البحث والسيناريو وكيفية معالجة الفكرة وتنفيذ مراحل الفيلم من التصوير إلى المونتاج وكان من مخرجات هذا التدريب إنتاج فيلمين الأول خاص بظاهرة الزواج المبكر، والآخر خاص بالاختلاط بين الجنسين. ومن هنا كانت انطلاقة البرنامج الحقيقة في مجال الإنتاج.
وتضيف قائلة:" هنالك إقبال كبير من قبل النساء على مجال التصوير، ودخول هذا المجال من خلال تقدمهن لدورات التصوير والمونتاج لتطوير مهاراتهن وأكثر الشرائح إقبالا فئة الطالبات الجامعيات وتحديدا طالبات الصحافة الإعلام، والعاملين في مجال الإعلام. "
نادي السينما
هذا ويعمل البرنامج على عرض أفلام بشكل دوري كل أسبوعين حيث يتم عرض أحد الأفلام من إنتاج المركز أو إنتاج دول عربية ويتم مناقشة الفيلم والخروج بتوصيات.
ومن الأفلام قامت وشح بانتاجها منذ بداية عملها بمركز شؤون المرأة: فيلم " النور الهائم " والذي يتحدث عن ظاهرة الزواج المبكر في المجتمع الفلسطيني وسلبيات ذلك على الفتى أو الفتاة، وفيلم " نحن وهم" والذي يتناول ظاهرة الاختلاط بين الجنسين، وفيلم " الرضاعة عطاء دائم " ويتناول الرضاعة الطبيعية وأهميتها للطفل وصحة الأم، وفيلم " أنين الصمت " الذي يتناول ظاهرة العنف ضد النساء ويعرض ثلاث قصص لنساء معنفات بالإضافة لرأي الدين والشرطة ورجال الإصلاح.
ومن الأفلام التي أنتجت بعد انتهاء سلسلة الدورات التدريبية التي يتم فيها تعليم النساء على تحديد فكرة وتصويرها عبر كاميرا الفيديو ومن ثم إخراجها:
فيلم " عالم امرأة ": ويتحدث عن امرأة معاقة حركيا استطاعت بإرادتها أن تتحدى الصعاب وتكمل دراستها الجامعية رغم إعاقتها وتلتحق بالعمل في إحدى المؤسسات.
* فيلم " أطفال 2001 ": ويتناول أطفال الانتفاضة أحلامهم، مخاوفهم، أمنياتهم، وحلمهم بالسلام الحقيقي.
* فيلم " حكاية امرأة ": ويسرد قصة امرأة ريفية تعمل مشروع تربية أبقار وإنتاج أجبان وألبان من خلاله استطاعت أن تساعد بيتها وتشعر بذاتها وكيانها الخاص.
* فيلم " الرحى ": والذي يسلط الضوء على امرأة بدوية تعيش في غزة، تطرح أفكارها الخاصة بالتمييز، وحياتها كامرأة ما بين التحديث والتقليد، نظرتها للزواج المبكر وتعليم المرأة.
* فيلم " أولاد وبنات " ويكشف عن التمييز بين الذكور والإناث في المجتمع الفلسطيني منذ النشأة.
أفلام الانتفاضة
وتضيف وشح:" كما وينتهج المركز من خلال برامجه المتنوعة إنتاج فيلم خاص بالبحث أو الدراسة التي يقوم بها لدعم البحث ونتائجه، ومن إنجازات البرنامج 3 أفلام خاصة ببحث " الانتفاضة وانعكاساتها على المرأة الفلسطينية من ناحية: التعليم، الأداء المهني، والمشروعات الصغيرة ، حيث تحدث أول هذه الأفلام عن طالبة جامعية ،وكيفية تحديها للحواجز الإسرائيلية التي تقطع أوصال قطاع غزة إلى ثلاثة أجزاء ،فهي تقطن في رفح ، بينما جامعتها في غزة ،وهذه ليست إلا حالة واحدة من آلاف الطلاب والطالبات الجامعيين ، والفيلم الثاني يتناول موظفة في إحدى الدوائر الحكومية وهي دائرة التعليم وكيف يؤثر تأخرها عن عملها بسبب الحواجز الإسرائيلية وإجراءات الحصار على عملها، وعلى حياتها العائلية ، ويتحدث الفيلم الثالث عن صاحبة مشروع تربية أبقار ودواجن والصعوبات التي تتعرض لها بسبب الحصار ،والتي تحد من قدرتها على تسويق منتجاتها ومن ثم نجاح مشروعها وهذا ينطبق على مئات الفلسطينيات اللائى يحاولن المساهمة من خلال المشروعات الصغيرة إعانة أسرهن بعدما فقد أزواجهن مصادر رزقهم .
هذا ويتعاون المركز من خلال البرنامج مع مؤسسات المجتمع المحلي في تقديم عروض الأفلام ودعوة المختصين والنساء لمشاهدتها ومناقشتها ومن أمثلة هذا التعاون كما تقول وشح: " قمنا ببعض العروض مع العديد من المؤسسات الأهلية لعرض مواضيع تشكل أهمية للنساء والرجال إلى جانب التثقيف والتوعية خاصة مع الإغلاقات المستمرة وأجواء الحصار التي تحرم المواطن العادي من الحصول على أي قدر من الترفيه فيمثل نادي السينما، نافذة راقية للسينما الهادفة فقد تم التعاون مع الصليب الأحمر بعرض فيلم : " نساء في مواجهة الحرب" ويحكي عن 13 قصة نسوية من مختلف أنحاء العالم ، وسؤال يطرح نفسه كيف تواجه النساء الحروب، ومدى معاناتهن في الحرب وتناول الفيلم من ضمن الشخصيات قصتين من غزة وأخرى من الضفة ، وتم التعاون مع العديد من عروض مخرجين فلسطينيين في فيلم : "حفيدة الخنساء" ، كما وعرض فيلم : " فرحة " الذي يتحدث عن النساء في الانتفاضة ومشاركتهن النضالية " ، وفيلم " ولادات على الحاجز "وغبرها من أفلام درامية وثائقية تناقش واقع النساء ومعاناتهن المستمرة في ظل الاحتلال الإسرائيلي.
وتضيف وشح: " إن الهدف من نادي السينما إلى جانب كل ما سبق تنشيط الحركة الثقافية وتوعية جمهور النساء والرجال.
حلم ..وواقع
وعن طموحها لتكون مخرجة تقول وشح:" حلم حياتي أن أكون مخرجة، غير أني بحاجة لأتخصص أكثر في هذا المجال، وبقليل من الحكمة فهذا الجزء الخاص بالتدريب يصب في زيادة استفادتي وتطوير خبراتي يوما بعد يوم، وربما استطعت تحقيق ذاتي من خلال أحد الأفلام التي قمت بإنتاجها شخصيا وذلك من خلال مشروع تدريبي لمؤسسة الثقافة السويسرية "بروهلفسيا "
وتكمل وشح: " قضيت ستة اشهر في سويسرا وهي تمثل أول خطوة في سبيل تحقيق هدفي وطموحي، وحصلت على منحة من خلال بروهلفسيا وأنتجت فيلما بعنوان "المرأة العربية " ويتحدث عن عرب يعيشون في سويسرا وفكرتهم حول المرأة ومفهوم الحرية، لقد مثلت هذه التجربة منعطفا هاما في حياتي، فقد شعرت بالرهبة حين وجدت نفسي في بلد أجنبي ولابد لي من التأقلم والتفاهم مع الناس هناك، وواجهتني العديد من المصاعب وقتها، أهمها حنيني إلى فلسطين وأهلي، فبتصوري مدة 6 شهور هي مدة طويلة لابتعادي عن أهلي بالإضافة لعامل اللغة الفرنسية، التي لم أكن أجيدها بطلاقة مما أجبر أساتذتي في جنيف بالتحدث معي بالإنجليزية "
وتضيف:" تمكنت في خلال هذه الفترة أيضا التدرب في مقر الأمم المتحدة، وتلقيت تدريبا على يد صحفية فلسطينية تعمل في إذاعة الشرق والتي تبث من فرنسا، كذلك تلقيت تدريبا مع فريق أخبار رويتر لمدة 3 شهور، ومثلت لي تلك المرحلة وقتها نجاحا مميزا فقد اكتسبت العديد من الخبرات في مجال التصوير والمونتاج، وعدت من رحلتي وأنا محملة بآمال كبيرة لتحقيق طموحي والعمل في مجال التصوير والإخراج، لكن بمجرد عودتي عدت لأصطدم بالواقع والعراقيل التي توضع في وجه الفتاة، ورفض المجتمع لتقبل فكرة كونها صانعة أفلام، بالإضافة للمنافسة التي تشنها شركات الإنتاج التي هي حكرا للرجل إلا أن إصراري على المواصلة كان اكبر من كافة التحديات."
وعن رؤيتها لمدى قدرة النساء على النجاح في هذا المجال تقول:" من الممكن طبعا أن تنجح النساء في هذا العمل مادامت ترغب به، ولديها قوة إرادة وإصرار على ما تريد، كذلك بتوفر الفرصة لها واحتضانها من قبل المؤسسات ودعمها، كما وتحتاج النساء للتدريب والدراسة المهنية والسفر ومشاهدة الأفلام وتحليلها، وأن يكون هناك دافع من داخلها للاتجاه نحو هذا الهدف.
كما وأتمنى من المؤسسات النسوية والمهتمة أن تساعد النساء في فرص تمكنهن من إثبات جدارتهن، وتمكينهن من تمويل مشاريعهن.
وعما تقوم به في هذه المرحلة تقول: " نعمل حاليا على إعداد مادة توثيقية حول المرأة والعمل وتم إجراء خمسة لقاءات مع نساء يعملن في مجالات مختلفة ( السياسة، المحاماة، الكوافير، بائعة خضار، عاملة ) والفيلم يناقش أهمية عمل المرأة رغم اختلاف المستويات الثقافية لدى نساء الفيلم إلا أن قاسما مشتركا لهن جميعا هو إثبات ذواتهن في المجال الذي يشعرن أنه يلبي طموحهن، وعلى الصعيد الشخصي والمهني أقوم بتطوير نفسي بأخذ دورات تقنية في مجال المونتاج الإلكتروني الحديث عن طريق الكمبيوتر."
وعن المستقبل تضيف وشح : " أطمح بإنتاج فيلم خاص بحياة اللاجئات الفلسطينيات أوضح فيه المفارقات بين الأجيال التي واجهت النكبة والتشرد ،وبين الأجيال التي تربت في المخيمات وعاشت طفولتها فيها. "

إرسال تعليق Blogger

 
Top