تأتي ذكرى حرب غزة ورغم الموت والدمار والألم الذي أذاب قلوبنا وحطم اللحظات الجميلة إلا أني أذكر الآن صوتها الذي كان يأتيني متلهفا مذعورا من أمريكا، فرغم صعوبة الاتصالات ورغم بعد المسافات كانت الأقرب إلى.. قالت ذات مرة ليس لي أحد غيرك بغزة – التي كلها أهلي- لكن أنت التي أعرفها وأخاف عليها وأرتجف لقلقي على طفليك الصغيرين..
كنت في قمة الأسى لما شهدناه وكدت أن أنزوي تحت مظلة الخوف والذعر لكنها كانت تمدني بسبل المقاومة وتدفعني للكتابة ثم الكتابة، لم أكن أجد الكهرباء ولا أجد الوقت المناسب لأتمكن من الكتابة فالطائرات الإسرائيلية لم تكن تغادر سماء غزة ورفح، ولم ترحم الحدود ليلا أو نهارا بل كنا نهرع لنحصي عدد الصواريخ التي قذفتها الطائرات الإسرائيلية وينطوي الليل وعيوننا تنزع من أماكنها وكنا نعد ونحصي ونلتصق بالجدران، نحاول أن نختار زاوية أكثر أمنا في البيت..كنا جميعا أشبه بالأطفال ندرك أن الخطر أكبر والموت قريب جدا، ولكن ماذا كان بإمكاننا أن نصنع غير أن نرفع أيدينا ضارعة إلى السماء..!!
كان صوتها يأتيني دافعا مشجعا اكتبي عنك وعنهم وعنهم، لا تتركي نفسك هكذا أنت بإمكانك أن تقولي ما يحدث لأن العالم لا يدرك المجازر التي ترتكب، ولأنا نريد أن يسمع العالم صوتكم وصوتهن .. كنت أغلق سماعة الجوال وأجدني أنبش عن ورق أبيض وقلم رصاص لأخط ما أرى وما اسمع وخرجت للمدارس حيث مئات النسوة والأطفال المشردين من بيوتهم قرب الحدود المصرية وهم يفترشون الأرض ولا تغوثهم إلا مساعدات الوكالة، كانوا مرتعدين مرتجفين خوفا وبردا، وكان الموت قريب جدا منهم ..وكتبت وكنت أتحين الوقت الذي تأتي فيه الكهرباء لأكتبها وبثها عبر الانترنت لها.. كانت هناك بقلبها الدافئ معي، أحدثها وأكتب لأجلها ولأجلهن، هي من أعادت لقلبي نوره وقل من يفعل، أحببتها لأنها إنسانة رائعة تجسد علاقة الروح النبيلة الجميلة، أجد نفسي أتحدث عنها لصديقاتي وزوجي وأختي وزميلاتي في العمل، لم أجد مثلها إنسانة جميلة الروح تهتم بك إنسانيا قبل أن تسأل عن عمل أو أفكار للعمل، هذه العملة النادرة التي أعتبر نفسي محظوظة بأن أعرفها والتي لا أعتقد أنها يمكن أن تتكرر فخمسة عشر عاما من العمل لم التقي بإنسانة بروعتها ..
صوتها ظل يأتيني حتى بعد انتهاء الحرب وقبل الحرب والآن أشعر بشوق هائل لرؤيتها لأني لم أرها ببساطة لأن الاحتلال الإسرائيلي وحصاره لغزة يجعلنا نعيش في علبة كبريت قابلة للاشتعال في أي لحظة، ولأن هنالك ما يسمى بالتصاريح التي أصبحت كحلم لا يناله إلا القلائل، ولأن الاحتلال يريد أن يدفننا أحياءا لكنا نواجه كل ذلك ومشاعرنا لازالت دافئة وأملنا لازال مشتعلا، ولازالت أحلم أن أراها يوما ونتحدث كما تفعل الصديقات قبل أن يكن رئيسة ومرؤوس..
دكتورتي العزيزة التي وددت أن أقول لها شكرا على كلماتك الرائعة وروحك الجميلة وإنسانيتك اللامحدودة أردت أن أعترف لك بفضلك وروعتك أيتها الغالية د. نادرة كيفوركيان .. لم أعثر يوما على إنسانة تحمل كل صفات الحب والنبل والجمال الإنساني كما فعلت، كنت معي روحا وقلبا رغم الألم وستبقين قنديلا ينير دربي وتجعلني أؤمن أن الحب وشفافية الروح لازالت تنبض وتعيش في هذا الزمان..
لك اشتياقي ومحبتي وأوقن أني سأراك يوما وستحضن كفي روحك الجميلة.. ومادمت في غزة وأنت في القدس فسنلتقي يوما رغم الأسلاك الشائكة والبنادق المزروعة في جنبات الطرقات، وسنتصافح وتعانق ونعرف خطوط وجهينا بعد أن حفظنا هوية صوتنا، وستعانق غزة القدس يوم لقائنا، إيماني يزداد يوما بعد يوم أن لقاءنا لم يعد بعيدا..
كنت في قمة الأسى لما شهدناه وكدت أن أنزوي تحت مظلة الخوف والذعر لكنها كانت تمدني بسبل المقاومة وتدفعني للكتابة ثم الكتابة، لم أكن أجد الكهرباء ولا أجد الوقت المناسب لأتمكن من الكتابة فالطائرات الإسرائيلية لم تكن تغادر سماء غزة ورفح، ولم ترحم الحدود ليلا أو نهارا بل كنا نهرع لنحصي عدد الصواريخ التي قذفتها الطائرات الإسرائيلية وينطوي الليل وعيوننا تنزع من أماكنها وكنا نعد ونحصي ونلتصق بالجدران، نحاول أن نختار زاوية أكثر أمنا في البيت..كنا جميعا أشبه بالأطفال ندرك أن الخطر أكبر والموت قريب جدا، ولكن ماذا كان بإمكاننا أن نصنع غير أن نرفع أيدينا ضارعة إلى السماء..!!
كان صوتها يأتيني دافعا مشجعا اكتبي عنك وعنهم وعنهم، لا تتركي نفسك هكذا أنت بإمكانك أن تقولي ما يحدث لأن العالم لا يدرك المجازر التي ترتكب، ولأنا نريد أن يسمع العالم صوتكم وصوتهن .. كنت أغلق سماعة الجوال وأجدني أنبش عن ورق أبيض وقلم رصاص لأخط ما أرى وما اسمع وخرجت للمدارس حيث مئات النسوة والأطفال المشردين من بيوتهم قرب الحدود المصرية وهم يفترشون الأرض ولا تغوثهم إلا مساعدات الوكالة، كانوا مرتعدين مرتجفين خوفا وبردا، وكان الموت قريب جدا منهم ..وكتبت وكنت أتحين الوقت الذي تأتي فيه الكهرباء لأكتبها وبثها عبر الانترنت لها.. كانت هناك بقلبها الدافئ معي، أحدثها وأكتب لأجلها ولأجلهن، هي من أعادت لقلبي نوره وقل من يفعل، أحببتها لأنها إنسانة رائعة تجسد علاقة الروح النبيلة الجميلة، أجد نفسي أتحدث عنها لصديقاتي وزوجي وأختي وزميلاتي في العمل، لم أجد مثلها إنسانة جميلة الروح تهتم بك إنسانيا قبل أن تسأل عن عمل أو أفكار للعمل، هذه العملة النادرة التي أعتبر نفسي محظوظة بأن أعرفها والتي لا أعتقد أنها يمكن أن تتكرر فخمسة عشر عاما من العمل لم التقي بإنسانة بروعتها ..
صوتها ظل يأتيني حتى بعد انتهاء الحرب وقبل الحرب والآن أشعر بشوق هائل لرؤيتها لأني لم أرها ببساطة لأن الاحتلال الإسرائيلي وحصاره لغزة يجعلنا نعيش في علبة كبريت قابلة للاشتعال في أي لحظة، ولأن هنالك ما يسمى بالتصاريح التي أصبحت كحلم لا يناله إلا القلائل، ولأن الاحتلال يريد أن يدفننا أحياءا لكنا نواجه كل ذلك ومشاعرنا لازالت دافئة وأملنا لازال مشتعلا، ولازالت أحلم أن أراها يوما ونتحدث كما تفعل الصديقات قبل أن يكن رئيسة ومرؤوس..
دكتورتي العزيزة التي وددت أن أقول لها شكرا على كلماتك الرائعة وروحك الجميلة وإنسانيتك اللامحدودة أردت أن أعترف لك بفضلك وروعتك أيتها الغالية د. نادرة كيفوركيان .. لم أعثر يوما على إنسانة تحمل كل صفات الحب والنبل والجمال الإنساني كما فعلت، كنت معي روحا وقلبا رغم الألم وستبقين قنديلا ينير دربي وتجعلني أؤمن أن الحب وشفافية الروح لازالت تنبض وتعيش في هذا الزمان..
لك اشتياقي ومحبتي وأوقن أني سأراك يوما وستحضن كفي روحك الجميلة.. ومادمت في غزة وأنت في القدس فسنلتقي يوما رغم الأسلاك الشائكة والبنادق المزروعة في جنبات الطرقات، وسنتصافح وتعانق ونعرف خطوط وجهينا بعد أن حفظنا هوية صوتنا، وستعانق غزة القدس يوم لقائنا، إيماني يزداد يوما بعد يوم أن لقاءنا لم يعد بعيدا..
إرسال تعليق Blogger Facebook