0

1a

بقلم: هداية شمعون

كنا خمس صبايا في السنة الرابعة تخصص صحافة وإعلام في الجامعة الإسلامية نتوجه يوما بعد يوم لمركز شئوون المرأة – برنامج الاتصال والإعلام جمعتنا مجلة الغيداء في عددها الأول وفي اجتماعها الأول حين جاءت فكرة عمل المجلة ..... كانت الغيداء الحلم القريب / البعيد/ الجميل الذي طاف خيالنا إذ سنلامس الصحافة الحقيقة بأيدينا ومع مؤسسة نسويه تهتم بالمرأة الفلسطينية.

الغيداء, الفلسطينية... أسماء كثيرة طرحت في اجتماع لكل صبايا الإعلام في مركز شئوون المرأة لتتداول اسما للمجلة, ورغم البيانات والاختلافات تم الاتفاق على أن تحمل المجلة اسم الغيداء . أذكر تماماً الاجتماع الأول لصبايا الإعلام في المركز حيث كنا نلتصق بعضنا ببعض فقد كان عددنا يزيد على الثلاثين صبية, وقد أغلقنا الباب لنحافظ على هدوء المركز وإذا بإحدى الموظفات تفتح الباب للدخول إلا أنها تراجعت كالملدوغة فقد فوجئت بهذا العدد في هذه المساحة لتعلو ضحكاتنا من صدمتها بنا...

تبادلنا الحديث في فكرة المجلة جميعنا وتوالت اللقاءات حتى أصبحنا خمستنا المتشبثات في الفكرة والمعدات على تحقيق حلم جميل سيربطنا بالواقع الصحفي وبأيد أمينة...تطوعنا لعمل الموضوعات وتدقيقها وتحريرها وكنا نلقي آذانا صاغية من المركز من مسؤولة الإعلام في حينها, وكانت مهتمة بسماع آرائنا ووجهات نظرنا وحريصة على اقتراحاتنا, كنا نأخذ مبالغ رمزية مقابل الموضوعات الصحفية ومواصلاتنا ورغم أن هذا ما أخذناه أيضاً من مكاتب صحفية أخرى في ذلك الوقت إلا أنا شعرنا بذاتنا وأنفسنا في الغيداء فهي صوت المرأة التي نحمل مسؤوليتها وهي صوتنا نحن أيضاً كجزء من المجتمع منحتنا الغيداء الثقة بالنفس والقوة والجرأة في طرح أفكارنا وترجمتها كتابة بشكل تحقيقات وتقارير وأذكر جيداً أنها كانت محطتي في نشر القصص الأدبية – بعد جريدة النهار المقدسية- وكانت منبراً حراً ونزيهاً في حين استغلتنا المكاتب الصحفية الأخرى ونالت من مجهوداتنا وطاقاتنا لحسابها الخاص فلم يكن هنالك من عائد مادي يذكر وهو الأمر الأقل أهمية بالنسبة لنا رغم أهميته لطالبات جامعيات – بل تعرضنا لأخذ موضوعاتنا وكتابتها بأسماء صحافيين آخرين بدعوى أن الصحف الإعلامية تعتمد فقط اسم صاحب المكتب الصحفي ويجب أن تمر فترة مناسبة حتى يصبح الموضوع مشاركة بين الصحفية واسم صاحب المكتب وهكذا بدت الأمور تتضح وتتشابه في باقي المكاتب الصحفية...

وحدها الغيداء لم تقايض على أسماءنا بل أبرزت اسم كاتبة الموضوع الصحفي واهتمت به اهتمامها بنا, ومنحتنا دفعة قوية لنرفض الاستغلال من أي كان – حين منحتنا ثقة بكتابتنا وفتحت صفحاتها لنا استمرينا وتطورت الغيداء بعدة أعداد من حيث المضمون والشكل فقد باتت أكثر مهارة في استخدام العناصر التيبوغرافية نظراً للحاجة لخلق هوية خاصة بها كمجلة نسويه أولى في قطاع غزة كطاقم تحرير صحفي وإدارة أكثر مهارة في تنظيم وتحديد هدفنا من كل عدد عبر تحديد ملفات خاصة لتناولها ومناقشتها بما يخص ويخدم المرأة الفلسطينية...

ورغم أملنا وحلمنا الذي لا يتوقف بأن تكون الغيداء مجلة شهرية تعنى بقضايا النساء الفلسطينيات فهي تستحق أن تبقى بعد أن أثبتت كفاءتها وانتزعت لها مكاناً مهنياً ورائداً على مستوى المجلات المتخصصة وعلى مستوى إصدارات مؤسسات المجتمع المدني في غزة ولا أبالغ إن قلت أنها الأولى كمجلة نسوية متخصصة في الضفة أيضاً وفلسطين... مجلتي الحبيبة هنالك رابط خفي أكبر من الصداقة وأكبر من الحلم وأكبر من الحنين وأكبر من العمل الصحفي يجمعني بك، ورغم أنا الآن في اللجنة الاستشارية للمجلة بعد أن تركناها للأقلام الشابة الجديدة إلا أن أملنا يبقى كبيرا ومتفائلا بتخريج أفواج وأجيال أخرى من الصحفيات الفلسطينيات وصقل مهاراتهن ورفدهن للمجتمع الفلسطيني والعربي وهذا هو هدفها منذ تأسيسها في 1997.

إرسال تعليق Blogger

 
Top