هروب مبكر ...
بقلم/هداية شمعون
اعتادت لحظات الدفىء المكللة بقطرات النرجس المتبقي من وقت الربيع أن تطفىء لهيب شوقي للحكايا البعيدة من جوف الزمن الراحل في طرقاتي ... وأجادت فن الفرار المبكر قبل قدوم الشتاء بلياليه المعتمة .. ورغم نبض العشق بسويعات الصباح غير أن دفئا يعتمل في صدر الليل يهزني من طفولتي التي رحلت مع انهمار أولى قطرات المطر على وجهينا ذات مساء ليلكي مشبع برذاذ العشق لأنامل عشقتها منذ القدم ...
فكم اعتدت الهروب مبكرا من يديك السمراوين .. وكم دققت صدري بكل شرفات المنزل وألقيتها عبر التيه المولع بكلمات أمطرتنيها ذات مساء وردي الوجه.. ناعم الأستار .. وكم هرولت من بين همهمات أنفاسك النابضة بالتيمم البرىء لتلمس براءة وجه نضر .. وتطوف في رحيق من رخام يداوي افولي وربيعي ..
ويهزمنا الوقت .. من أي جدول تنبت بالأسى بين عيوني دمعة خالدة الانين ترتحل من بين شفتاي أنفاس حيرى، هي حنيني وشوقي ..كم من الوقت هزمنا ؟!..
وكم من الوقت يهزني لأشتاقك واذوب في ثنايا مضمخة الأنين عزوفا لدقات يديك بأبواب مدني وانكساراتي.. كم من الطرقات باتت حزينة حين لم يمر بها لون صباحك ..
وتحدثني نفسي المشتاقة لهمس النرد من بين شفتيك .. بأسرار جمعت مساءات الطفولة في قلبينا .. من بين أوراق العمر المتقدم أهرول أجمع بقايا جوريات تتراقص في قلب الربيع الملفع بالأماني النضرة..
فكم من الوقت هزمنا.!؟
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذف