0

أطفالها تحولوا لأشلاء محترقة.. ومقطعة

استشهد اثنان من أطفالها، وإصابتها وابنها الآخر في حالة خطيرة من صاروخ إسرائيلي

20090118833

 

 

 

تقرير: هداية شمعون – رفح

..من بيت لبيت يشردون ويقتلون.. ترقد الآن في مستشفى ناصر في خانيونس..هدى النوري إمرأة عاشت لأطفالها تربيهم وتعلمهم وتسهر على أمنهم وسلامتهم..لم تدرك للحظة أنها ستفقد أسرتها فلذة أكبادها الذين سقتهم عرقها.. ودثرتهم بحنانها وعطفها الذي لا تملك غيره.. هدى لا تملك أن ترى ابنها المصاب بجانبها في المستشفى والذي أجريت له عملية جراحية وحالته لا زالت خطرة وهي لا تعرف بعد أنهم فتحوا بطنه، وأن إحدى ذراعيه لا تعمل، وأنه فقد قدمه اليمنى بأكملها..وأن روحه لازالت عالقة بين السماء والأرض... هدى لم تودع ابنتها كفاح أو ابنها عمار لأنها كانت فاقدة الوعى وتخضع للعلاج من إصابتها بشظايا صاروخ حاقد في كل أنحاء جسدها وحالتها لا زالت خطرة..ولو بقيت هدى لتودعهم لفقدت وعيها لأنها لم تكن لتجد أطفالها الأبرياء بل لوجدت أكوام من اللحم المقطع والمحروق ولماتت كل يوم مئة مرة من لحظات ذبح فيها أطفالها..

إرهاب إسرائيلي

حاولت هدى النوري(44)عاما أن تعاجل بإنقاذ حياة أسرتها حين اشتد القصف الإسرائيلي على منطقتهم في الشوكة- حي التنور- شرقي رفح، حين سمعت الجيران يصيحون ويهرعون خارجين من بيوتهم ورغم حلكة الظلام إثر انقطاع التيار الكهربائي المستمر لمنطقة رفح كان الناس لا يكادون يرون أمامهم والوقت لازال فجرا.

فقد صمدت في بيتها مع أطفالها مدة يومين تحت القصف واجتياج القوات الإسرائيلية لمنطقة الشوكة، ومحاولتهم الدائمة لتهجير العائلات وقتل الأطفال، إلا أنه مع اشتداد القصف واقترابه الشديد من منطقة سكناهم اضطرت للفرار مع أطفالها ولم تكد تسارع وعائلتها في الشارع قرب بيتهم حتى انفجر صاروخ إسرائيلي مصوب من طائرة الاف 16 وسط العائلة ليفرق بين أرواحهم وليعلن بكل سطة الغاصب أن فصلا داميا بدأ لعائلتها..و ليستشهد على الفور اثنان من أبنائها وتصاب هي وابنها الآخر إصابات بالغة.

أطفال باتوا أشلاء محترقة

ويقول إياد أبو شبانة -شاهد عيان- في إفادته لمركز الميزان لحقوق الإنسان- وهو من ساعد بنقلهم لمستشفى أبو يوسف النجار:" كانت طائرات الاستطلاع تملأ السماء، فخرجت وإخوتي على باب منزلنا لنجد حركة نزوح لعائلات نساء وأطفال وشيوخ بشكل مكثف، وعند الواحدة فجرا تقريبا شاهدت برق يضيىء المكان المظلم تبعه انفجار شديد على الجانب الغربي من شارع العروبة بجوارنا، فهرعت مسرعا على جانب الشارع خوفا أن يتبعه انفجار آخر،ووصلت على بعد 5 أمتار من مكان الانفجار وبحذر شديد شاهدت طفلين ملقيان على الأرض بينهم مسافة 2 متر، وبجانبها طفل يئن، وسيدة تئن من شدة الألم تبعد عنهم 2 متر."

ويضيف شاهد العيان:" كان الدخان الأسود يغطي المكان فصرخت بأعلى صوتي بحثا عن منقذين ..وعدت أصرخ..إسعاف..إسعاف.. وكنت بوضع هستيري لمشاهدتي للجرحى والأشلاء، وحاولت استجماع شجاعتي وبمساعدة أحد الجيران حاولنا رفع الطفل الذي بدا أنه لازال على قيد الحياة من أنينه الذي قطع قلوبنا، حاولت رفعه من قدميه ففوجئت أنه فقد أحدها، وحاولت رفعه من بلوزته فخرجت البلوزة من جسده لأنها كانت مقطعة، وعندما حاولت رفعه من كتفيه أحسست بيدي تخترق جسده وأنينه يزيد من ألمي ورعبي من المشهد الذي لم أواجهه بهذه الدرجة من البشاعة والدموية.."

وينفعل مضيفا: تخيلته أحد أبنائي...كنت كالمجنون لحظتها ..لازال على قيد الحياة.. هذا إجرام..والله إجرام.."

ما ذنب عائلة بأكملها.؟؟

وعن الأم يقول:" رفعنا السيدة التي تمزقت ملابسها نتيجة احتراقها، وكانت سوداء حالكة، ووضعناها في سيارة الإسعاف، أما الطفلان الآخران فكانا قد استشهدا في ذات المكان إذ لم أسمع لهما أنينا أو صوتا ولاحقا علمت أنهم من عائلة الناطور الذين يقطنون حي التنور."

وعن مكان الجريمة يقول:" بعد أن أوصلناهم للمستشفى عدنا لمكان الجريمة البشعة التي قام بها الطيران الإسرائيلي في الأطفال العزل، وبدأت ومن معي بجمع ما نستطيع من اللحم المتناثر في المكان ومن بينها قدم الطفل الذي حاولت حمله وقمنا بإرسالها للمستشفى.."

ويشيح بوجهه قائلا:" لا نستغرب ما يفعله الإسرائيليون في لبنان فهانحن كل يوم نفيق ونغفو على جريمة إسرائيلية في أطفالنا العزل، ما ذنب هذه العائلة وما الذي اقترفه أطفالهم؟؟..

أسلحة فتاكة

ويؤكد د.على موسى مدير مستشفى أبو يوسف النجار أن عائلة الناطور قد استشهد اثنان من أفرادها وهما:( عمار الناطور 19 عاما) وشقيقته (كفاح الناطور 15 عاما)، وقد وصلا أشلاء مقطعة، محترقة، ومتهتكة الأنسجة، مما يدلل على أن أمرا غير طبيعي على الإطلاق، ولم يسبق أن وردت حالات مشابهة إلى المستشفى.

ويضيف موسى:" لازالت الأم في حالة خطرة بعد إصابتها بشظايا صاروخ إسرائيلي في كل أنحاء جسدها، بينما الابن الآخر أجريت له عملية في مستشفى النجار في حالة حرجة حيث تم إيقاف النزيف الناتج عن بتر قدمه اليمني( حيث بترت من الطرف السفلي الأيمن كاملا من الحوض ).

وأكد موسى أن حالة الأم وابنها لازالت خطرة حيث تم تحويلهما إلى مستشفى ناصر بخانيونس.

من جهة أخرى أشارت أصابع الاتهام إلى استخدام إسرائيل لأسلحة محرمة دوليا ما يتسبب بحروق الشهداء وتقطيعم ووصولهم اشلاء بعد أي إصابة.

إرسال تعليق Blogger

 
Top