قابعا في الظلام .. جرحي
بقلم/هداية شمعون
قابعا في الظلام .. جرحي
ينزوي من أضواء المدينة ..
يتوارى عن عيونهم الصدئة …
جالسا في ركنه الأبدي .. يتمدد بفعل الضباب الكثيف ..
متقوقعا بصمت كمجذوب في مدينة الشرفاء..
واقفا يئن من هول الألم …الناس ترقص من حوله … تثير الضجيج ..
يتوجع وابتسامة تملأ شفتيه تتضخم فتبتلع ساعديه .. تتحول لغول يأكل حزنه الصامت
يشرب الدمع رويدا رويدا يسكب النيران في قلبه الأجوف ..
وكلماتهم تتراشق من حوله تصرخ به فيعود حقيرا منكمشا ..
يهرول بين أروقة الزمن المتشعبة
يجري كمجنون ظل طريق العودة ..
يتطاير شظايا يتكسر على جدول من حرير
وتهدأ العاصفة كما بدأت ..
………………………………………………….
قابعا في الظلام … جرحي في ظلمة القبر من كوة صغيرة يطل برأسه
يتراخى جسده .. تتوه الريح بين شفتيه ..
ترحل طيور الربيع عن محيطه ..
تتأتى غفوة من فجر سحيق فيغمض فاه ..
أتلصص كطفل صغير أطلق ساقيّ للريح أبغي الهروب إلى الحرية
أنشد احتضان الخريف الذي ولىّ ..
أبارك خطى العاشقين في بلاد الصقيع وحولي صخب الحياة ..
أتوه في الزحام .. أكاد أعثر على محاولة لأرسم بريشتي يمامة
فألمح ظله بين جفوني على أوراقي بين ثنايا زهوري وعطري وأوراقي ..
ألمح شبح يتلصص على غدي وعيون ملىء بالوجع تحملني تبتلع حبري وقلمي ..
فزعت فمارد جرحي ليس قابعا في الظلام وحيدا ..
إنما أنا من يقبع في جرحي …
إرسال تعليق Blogger Facebook