الوضع الصحي في تدهور مستمر وبحاجة لتدخل
تقرير: هداية شمعون
يقر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بالحق في الصحة كما ورد في نص المادة( 25) التي تؤكد على أن لكل شخص حق في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهة له ولأسرته، وخاصة على صعيد المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية" وتعرف المادة 1/12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الحق في الصحة على أنه:" حق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى من الصحة الجسمية يمكن بلوغه".
وقد عرفت منظمة الأمم المتحدة صحة المرأة بأنها" حالة من العافية الجسدية والعقلية والاجتماعية، وليست فقط غياب المرض أو الضعف، وتتضمن صحة المرأة عافيتها العاطفية والاجتماعية والجسدية، وتتجدد بالمحيط الاجتماعي، والسياسي، والاقتصادي لحياتها، إضافة إلى تكوينها الجسدي."
تفاقم المشاكل النفسية والاجتماعية
" شهد عام 2006 تدهور كبيرا لصحة النساء في فلسطين، وفي غزة تحديدا حيث الأرقام والحالات التي نستقبلها في جمعية أرض الإنسان هي أكبر دليل على ذلك، فقد زادت المشكلة عند الأمهات نتيجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي ، ما زاد عدد الأمهات اللواتي لديهن ضغوط ومشاكل اجتماعية، ومشكلة الزوجات المعنفات بالإضافة لأمراض أخرى منها الأنيميا وسوء التغذية."
وتؤكد اعتدال الخطيب المدير التنفيذي لجمعية أرض الإنسان-غزة :" كان واضحا بشكل جلي زيادة عدد الأمهات غير القادرات على حل مشاكلهن بأنفسهن، مما يعني زيادة الضغط على النساء ما اضطرهن للجوء للمؤسسات المختصة لساعدتهن، ونحن بدورنا قمنا بعمل برنامج لتقديم الإرشاد النفسي والأسري بهدف مساندتهن ودعمهن."
وتنوه الخطيب :" نتيجة الوضع الاقتصادي والحصار الإسرائيلي فقد ألقى هذا بدوره على صحة النساء وأطفالهن، فقد اختل دخل الأسرة نتيجة الحصار ومن ثم قلت بشكل كبير المصروفات للسلة الغذائية الخاصة بالأسرة ما يترك بأثره المباشر على وجبات النساء والذي ينعكس بدوره على أطفالهن."
وقد قامت جمعية أرض الإنسان بتدخل من خلال برنامج لتقديم وجبة غذائية وقد بلغت العام الماضي 1201، لكن هذا التدخل لا يكفي ويحتاج لأكثر من ذلك على حد تعبير الخطيب"
وتشدد الخطيب على أن الوضع الصحي في تدهور مستمر وبحاجة لتدخل ليس على مستوى مؤسسات بل وجود خطة إستراتيجية تتبناها وزارة الصحة، والشؤون الاجتماعية والأحزاب وكافة مؤسسات المجتمع المدني والحكومي .
من جهتها تؤكد ميسون أبو حسنين- أخصائية نفسية أن معظم الحالات التي تصل لأرض الإنسان مشاكل زوجية بما فيها:،شجار وعنف داخلي بين الزوجين، أو محاولات انتحار أكثر من مرة، والعام 2007 أيضا يشهد منذ بدايته مؤشرات استمرار زيادة الأعداد بين صفوف النساء اللواتي بحاجة لدعم نفسي واجتماعي وأبرز الضغوط التي تواجهها النساء القلق والاكتئاب، فقد بلغ عدد النساء المترددات على جمعية أرض الإنسان ويعانين من وضع نفسي في العام الماضي1830 سيدة."
وتؤكد أبو حسنين أن المشكلة لا تقتصر على الزوجين فالعنف داخل الأسرة يؤثر على الأطفال وهذا ما يتضح في سلوك الأطفال وعدوانيتهم تجاه التعامل مع الآخرين أو المجتمع الخارجي، وهو ما تؤكده الأمهات أنفسهن بأن العنف في نهاية الأمر من قبل أطفالهن يتجه نحوهن بشكل أو بآخر، نتيجة لما يراه أطفالهن من عنف من قبل الأزواج تجاه أمهاتهم.
أمراض نفسية وضغوطات
ويؤكد حسام أحمد المسئول الإعلامي في جمعية أرض الإنسان أن الأعراض التي تعاني منها السيدات: الاكتئاب- القلق- أعراض ما بعد الصدمة، العنف الأسري.
ويضيف قائلا:" كانت حالات التقييم للنساء المترددات للحصول على مساعدة نفسية أو اجتماعية 1830 سيدة، 43% منهم بحاجة للتدخل، كما تم فتح 153 ملف لسيدات، أما حالات المتابعة للسيدات فقد كانت 610، ومتابعة حالات الإرشاد الأسري حالة44، أما متابعة المنازل فقد بلغت 80 حالة متابعة. خلال العام الماضي.
وأضاف أحمد: " أن مجموع الاستشارات في 2006 بلغ 430 استشارة، و32 إرشاد جمعي."
وعن حالات الأنيميا بين الأطفال فقد بلغت 64,7% حالات أنيميا، و56,3% سوء تغذية، أما سوء التغذية بالنسبة للنساء بمستوياته الثلاث( درجة أولى، متوسط، حادة) فقد بلغ عدد النساء اللواتي استفدن من وجبات غذائية، وتثقيف غذائي صحي 12473 سيدة في العام الماضي"
وفي ذات السياق وفي ورقة بحثية أعدتها عزة رزق- مديرة دائرة التنسيق و الاتصال في وزارة شؤون المرأة- بعنوان وضع النساء في قطاع غزة
أكدت أن أمراض الأنيميا من النساء اللواتي أصابتهن الأنيميا بسبب الحمل بلغت 48,8% في العام المنصرم، وبحسب دراسة لليونيفام مع مؤسسة مفتاح أكدت رزق أن 44% من النساء لا يشاركن في قرار يعود للحمل وتربية الأطفال، و43,5% من النساء فوق 18 سنة لا يؤخذ رأيهن في قرار الزواج من أساسه، ويعود هذا القرار لرجل في العائلة.إذ تؤكد أن مشكلة الزواج المبكر لازالت مستمرة، وهذا بدوره يؤدي لمشاكل في الزواج."
كما وساهمت الصعوبات المالية والإغلاقات المتكررة، والحواجز وقلة الحركة ما بين المدن سببت مشكلة في الرعاية الصحية للنساء، والنساء تعاني من سوء تغذية وأنيميا واضطرابات نفسية نتيجة الظروف الاجتماعية الصعبة التي تزيد عدد النساء المعيلات للأسر.
وتؤكد رزق أن النساء لازالت تعاني من عنف الاحتلال والعنف الأسري، فهنالك هدم البيوت والحصار والحواجز، والاعتقال بالإضافة لقيود المجتمع المحافظ، والنساء هن الضحية في نهاية المطاف إذ تزيد عليهن النواحي الاجتماعية والنفسية."
مؤتمر الوضع السياسي الراهن وتأثيره على صحة المرأة النفسية والاجتماعية والذي عقد ضمن فعاليات الحملة الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة بتاريخ 11 و 12 / 12 /2006 في المعهد الوطني للتدريب في مدينة البيرة,
هذا وقد اختتم المؤتمر بتلخيص للعديد من المحاور للتوصيات التي قدمت للمؤتمر من قبل المشاركات والمشاركين وهي:
1- ضرورة العمل على اقرار تشريعات وقوانين تنصف المرأة وتحترم حقوقها وتحميها من العنف تحديدا قانون العقوبات ، قانون الأحوال الشخصية وقانون حماية الأسرة
2- العمل على تطوير آليات التوعية المجتمعية واستهداف الذكور من الشباب والرجال في مواقعهم المختلفة .
3- تفعيل العمل على تكامل تقديم الخدمات للنساء المعنفات بجوانبها المختلفة من صحية ، تربوية اجتماعية وتوفير الحماية بما فيها البيوت الأمنة
4- استمرار تدريب الكوادر التي لها علاقة في العمل مع النساء المعنفات الشرطة ، المرشدين الاجتماعيين والتربويين ، الكوادر الصحية وكل من له علاقة .
5- توفير بيانات من خلال الأبحاث والدراسات الكمية والكيفية ذات المصداقية العالية والعمل على نشرها وتعميمها .
6- العمل على الربط ما بين الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان بما فيها اتفاقية الغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة وادماج الآليات الواجب اتخاذها في الخطط الوطنية .
7- ضم المنظمات الأهلية الفاعلة في مجال حقوق الانسان ومناهضة العنف ضد المرأة إلى اللجنة الوطنية التي تشكلت حديثا بقرار وزاري
8- العمل على تظافر الجهود بين المؤسسات وذلك من أجل تكامل العمل في مجال مناهضة العنف ضد المرأة .
إرسال تعليق Blogger Facebook