بقلم: هداية شمعون
مرت سبع سنوات..ربما ثماني.. لا أذكر كانت الطريق طويلة أكثر مما تصورت، وقلبي كان داميا..كنت أنزع الأشواك من فؤادي فتسيل الدماء ويتجدد الجرح كل فينة.. مع كل شهقة كانت كلمته الهامسة تدميني.. أشعر بنبضات قلبي وتحجر الدمع في عيوني..أرى المسافرين ألمحهم في الطرقات كان الجو صحوا ذلك الصباح، عاصفا في أعماقي.. كنت أتلهف لألقي بجسدي في العربة المغادرة بعدما أنهيت إجراءات السفر..أتلهف لأنظر للاشىء، أحاذر أن تلتقي عيناي بعيون أحد ما أخشى أن تصطدم أوجاعي بعيون أحدهم فينفجر البركان بداخلي..
كانت كلمته هامسة ..قالها بشكل عابر..كأنما نسيها في زحمة أيامه وقذفها فجأة في وجهي بينما عيناي معلقتان بوجهه..
كنت أجلس قبالته.. أدور في فلك غرفته الصغيرة.. أحلامه تتربع في ابتسامتي التي لم تفارقني..كانت ساعة الوداع لشهر ربما ..كان ملتاعا ملهوفا كلهفتي لكلمات دافئة أمطرني بها منذ التقينا..
كلمة هامسة أذابت وجه الحقيقة وألقتني في غيابات الحزن..
والآن بعد هذه السنوات العشر ربما.. لازلت أذكر ألمي وكلمته الهامسة التي أوقفت جريان حبي وجعلتني أستفيق من حلمي الوردي..
.. قالها بهدوء وروية كأنما ألقى معطفه أو رحب بضيف ما وأكمل حديثه .. كان يمضي في حديثه و أنا امضي في حزني وخنجر يلف أضلعي.. أشعر بالجرح إلى الآن.. ألمس جفاف حلقي وهذياني حين وصلت لبلد آخر.. أرى الوجوه والناس ويدي ملفوفة على الخنجر..لا أحد يراه ..لا أحد يلمسه..وحدها يدي تضمه وتعصر ألم السنوات لتبقيه حيا.. .. ويسألني بعد عام ..
- ما بك صغيرتي.
- ويسألني بعد عامين..
- ما بك.. لست أنت!!
- لماذا هذا البعد.؟؟ أين روحك التي تتبعني..!!
- أحبك ..
- بعد أعوام وأعوام.. لازلت أحبك لكن شىء قد انكسر..
إرسال تعليق Blogger Facebook